علماء المسلمين في دول العالم الإسلامي ينادون الامة الاسلامية لنصرة المسجد الأقصى المبارك من الاقتحامات المتكررة لقطعان الصهاينة

خاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث
دعت مجموعة من المؤسسات العلمائية على مستوى العالم، لعقد لقاء موسع لعلماء الامة الإسلامية، لمناقشة خطورة الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك، وجاء بنص الدعوة لهذا اللقاء، “إنّ المسجد الأقصى المبارك يستصرخكم لنصرته، وقطعان المستوطنين تحتشد لاقتحامه يوم الجمعة القادم”.
ومن تلك المؤسسات التي دعت لهذا اللقاء هي: هيئة علماء ليبيا، رابطة علماء وخطباء ودعاة العراق، رابطة علماء أهل السنة، هيئة علماء فلسطين في الخارج، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هيئة علماء المسلمين في لبنان، رابطة علماء المسلمين، مركز تكوين العلماء في موريتانيا، اتحاد علماء افريقيا، رابطة علماء ارتيريا، هيئة علماء المسلمين في العراق، معهد التفكر الإسلامي، هل يظن في تركيا، رابطة أهل السنة والجماعة في العراق، اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في تركيا، الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني، جماعة عباد الرحمن في السنغال، المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة، اتحاد الجمعيات والجامعات والشخصيات الإسلامية في سيرلانكا، دار الإفتاء الليبية، رابطة علماء فلسطين، مجلس علماء العراق، رابطة علماء فلسطين في لبنان، الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، مجلس علماء الاخوان المسلمين في الأردن، منتدى العلماء.
وعلى هذا، فقد تم عقد اللقاء في الـ 21 من الشهر الجاري، جَمَعَ ثلة مباركة من علماء المسلمين في العالم الاسلامي، عبر دائرة تلفزيونية نُقلت وقائعها عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي، ناقشوا فيها موضوع اقتحام المسجد الأقصى الذي كان من المتوقع أن تقوم به القطعان الصهيونية يوم الجمعة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، لكن المحاكم الصهيونية وفي مناورة منها لامتصاص غضبة الجماهير المقدسية والجماهير الإسلامية في كل مكان، قامت بعدم إعطاء الاذن لتلك الجموع الصهيونية لاقتحام الأقصى.
وعلى غير العادة في اللقاءات المماثلة، ابتدأوا اللقاء بإلقاء البيان الختامي للمؤتمر الصحفي في بداية هذا اللقاء، وذلك لأسباب ومقتضيات إعلامية كما ذكر ذلك مدير اللقاء الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي رئيس منتدى العلماء المسلمين ورئيس مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث، وألقى البيان الختامي الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم الأمين العام لرابطة المسلمين في السودان، تضمن نقاط وتوصيات مهمة حملوا أمانتها للأمة الإسلامية، وبوجوب تفعيلها. وشرح البيان حيثيات الموضوع الأخير المتعلق بنية القطعان الصهيونية لاقتحام المسجد الأقصى، وأسباب عدم سماح المحاكم الصهيونية باقتحام المسجد الأقصى، حيث أوضح البيان بأن المحاكم ادركت ما ستخلفه قضية السماح باقتحام المسجد الأقصى من رد فعلٍ مقدسي كبير، فقامت بمراوغة مكشوفةٍ ومفضوحة لامتصاص غضب شعوب الأمّة وترحيل الفعل لأيّام قادمة، لكن البيان أوضح، بأن هذه الخديعة سوف لن تنطلي على الأمة وعلمائها وشعوبها.
وأكد الموقعين على البيان الختامي للمؤتمر الصحفي لعلماء الأمّة مؤسسات وأفرادًا ـ على جملة من النقاط جاء في أبرزها.
- إن العلماء يؤكدون على إن الاقتحام الحالي ليس كسابقاته من الاقتحامات الصهيونية، إنما يمثل اليوم جريمةٍ متقدّمة بالغة الخطورة، حيث يعدّ الصّهاينة للانتقال إلى مرحلة التّحكّم بالدّخول والخروج إلى المسجد الأقصى وتكريس فكرة السيطرة الصّهيونيّة العمليّة داخل المسجد الأقصى المبارك والتحكم بأجزائه التفصيليّة، مستغلّة انشغال العالم بجائحة كورونا وإغلاق المسجد الأقصى المبارك بسببها.
- وذكر المشاركون باللقاء، بإنّ هذا الاقتحام المتوقّع، يُرادُ منه ترسيخ أنَّ المسجد الأقصى المبارك أصبح حقًّا مشروعًا للصهاينة فهم أصحابه والمتحكّمون فيه. لكن العلماء المشاركون في اللقاء أكدوا، على أنَّ المسجد الأقصى، هو حق حصريّ للمسلمين بكل أجزائه وأبنيته وجدرانه وأسواره؛ وأنَّ أيّ اعتداءٍ عليه أو على أي جزء منه هو اعتداء على ثالث أقدس المقدّسات عند المسلمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبويّ، الأمر الذي يستوجب على الأمّة، النّفير والتّحرّك بالإمكانات المتاحة لوقف هذا العدوان الإجراميّ.
- وبذات الوقت، حذر العلماء من صمت بلاد المسلمين المخجل، والفتور غير المقبول في ردود الفعل الرسمية والشّعبية الذي أعطى الضّوء الأخضر للكيان الصّهيوني وشجّعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحقّ المقدّسات.
- وفي خطاب وجه العلماء، للدول التي تهرول للتطبيع، قالوا فيه، أن الأنظمة والشّخصيات الرّسمية التي تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني، هي مشاركةٌ له بجرائمه بحق الأرض والمقدسات والانسان، وتتحمّل مع الكيان الصهيوني، مسؤوليّة هذه العربدة والجرائم الممنهجة بحقّ المسجد الأقصى.
- وتوجه العلماء بمطالباتهم، لمنظمة التّعاون الإسلاميّ ووزارات الأوقاف في العالم الإسلامي إلى التحرّك العاجل، والعمل مع الجهات الرّسميّة والدّوليّة لإيقاف هذا الإجرام الصّهيونيّ الممنهج ومنع الاقتحام الذي يخطّط له وتم تأجيله إلى أيام قادمة، كما ودعوا الخطباء والدّعاة والمتحدّثين إلى أن يكون موضوع القدس والأقصى حاضرًا في خطبهم ودروسهم وبرامجهم الإعلاميّة. كما ووجهوا نداءً لعلماء وخطباء المسجد الحرام والمسجد النبويّ، شقيقَي المسجد الأقصى المبارك ـ إلى حشد طاقاتهم واستنفار جهودهم لبيان ما يجب على الأمّة لمواجهة هذا الكيان الغاصب، ودعم المرابطين في القدس والأقصى، وتوضيح خطورة التّطبيع على الأمة كلّها.
- كما طالب العلماء، السلطة الفلسطينية بموقفٍ حقيقي وجاد من كامل أشكال التواصل مع الكيان الصهيوني، وقطعها، والانحياز لخيار المقاومة والجهاد في سبيل الله تعالى، وطالبوا سائر دول العالم، بوقف جميع أشكال العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الكيان الصهيوني. وحيّي العلماء أبطال القدس من المرابطات والمرابطين الذين يهبّون على الدوام دفاعًا القدس والمسجد الأقصى. كما دعا العلماء جميع أبناء شعبنا الفلسطينيّ المرابط والمجاهد في الأراضي المحتلّة عام 1948م وفي الضّفة الغربيّة، وحيث يمكنهم الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، لشدّ الرّحال والنّفير العاجل، تحدّيًا لمحاولات اقتحامه وأن يستمرّوا في نفيرهم هذا، رغم الغاء المحكمة الصّهيونيّة للاقتحام، واعتبار النفير للمسجد الأقصى، هو واجبٌ شرعيّ على كلّ قادرٍ عليه بالنّفسِ والمال، في الوقت الذي دعوا الأمة كلها لمساندة ودعم أهل القدس وفلسطين المرابطين.
- ولم ينسى العلماء بدعوة أبناء الشعب الفلسطيني بتفعيل العمل الجهادي ذروة سنام الإسلام، بأساليبه المختلفة ووسائله المتاحة، وأن يرصّوا صفوفهم، ويوحّدوا كلمتهم، وأن يذيقوا هذا العدو وبال أمره وجزاء عدوانه.
يُذكر أن الاقتحامات التي تقوم بها قطعان الصهاينة للمسجد الأقصى تتكرر بشكل مستمر وبحماية من قوات الاحتلال الصهيوني، لكنها زادت بشكل ملفت في السنوات الأخيرة، تزامنًا مع حملات التطبيع التي تقوم بها بعض الأنظمة العربية، مستغلة الصمت والسكوت الحكومي العربي عنها.
ومؤخرًا قامت هذه القطعان الصهيونية باستغلال انشغال العالم بوباء كورونا واغلاق المساجد بسببها ومنها المسجد الأقصى المبارك، لتمرر هذا الاقتحام الجديد له. وبالرغم من المحاكم الصهيونية قامت وبمحاولة منها لتقليل ردة الفعل الشعبية لهذا الاقتحام الجديد الذي كان من المتوقع أن يكون يوم الجمعة 22 من الشهر الجاري، إلا أن علماء المسلمين وفي كل البلدان الإسلامية، آثرت تصعيد الموقف الرافض لهذه الاقتحامات وإعادة التذكير بواجب الأمة في نصرة المدافعين عن المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة، والعمل على تحرير تلك المقدسات بكل السبل الممكنة لهم، وهذا ما اقره البيان الختامي للقاء العلماء المسلمين.