مصادر دبلوماسية: المأزق الذي تمر به السعودية يدفعها لتصفير جميع مشاكلها الإقليمية
(مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات)
أكدت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة أن وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح يصل للدوحة اليوم الأحد، في زيارة تستمر لساعات.
وبحسب المصادر تأتي هذه الزيارة في إطار المبادرة الكويتية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الخليجية، وضمن مساعي أمير دولة الكويت لحل الأزمة الخليجية التي نتجت عن حصار السعودية والإمارات والبحرين لدولة قطر.
وفي ظل توارد أنباء عن ضغوط أمريكية متصاعدة على الرياض وأبو ظبي، لرفع حصارها عن قطر، والمضي قدما تجاه المصالحة الخليجية.
وبحسب خبير بريطاني في الشؤون الخليجية، فإن السعودية تعيش في مأزق غير مسبوق بسبب وضعها الاقتصادي المتردي نتيجة لانخفاض أسعار النفط، وتورطها في مستنقع الحرب في اليمن، وأزماتها الداخلية المتلاحقة، وهو المأزق الذي يجعل الرياض ترى في الضغط الأمريكي فرصة لحل المشكلة مع قطر.
وأضاف الخبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن المأزق الذي تمر فيه السعودية يدفعها لتصفير جميع مشاكلها الإقليمية، وليس فقط مشكلة الحصار على قطر.
ضغوط أمريكية غير مسبوقة
ويبدو أن السعودية بدأت تستشعر الخطر من تغيير مفاجئ في السياسة الأمريكية تجاهها، خصوصا بعد قرار إدارة ترامب سحب بطاريات باتريوت من أراضيها، وسحب جنود أمريكيين من الخليج، بسبب اقتناع واشنطن أن إيران لم تعد تشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
وجاء القرار الأمريكي بعد أسابيع من ضغوط أمريكية غير مسبوقة على الرياض لتقليل إنتاج النفط، بهدف منع انهيار أسعار الخام الأمريكي، فيما نشرت وسائل إعلام أمريكية تسريبات حول مكالمة صاخبة وجه فيها ترامب تحذيرات شديدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أدت إلى قراره الاتفاق مع روسيا ومنظمة أوبيك لتخفيض تاريخي في إنتاج النفط.
وقالت وكالة رويترز إن المكالمة فاجأت محمد بن سلمان، لدرجة أنه طلب من معاونيه مغادرة الغرفة عندما هدده ترامب بسحب القوات الأمريكية من الخليج، والامتناع عن حماية السعودية.
وبحسب الخبير البريطاني، فإن هذه التهديدات والضغوط غير المسبوقة وضعت الرياض في مأزق كبير، ما قد يدفع ابن سلمان للسعي لحل “كافة الأزمات التي صنعها بالشرق الأوسط، من حصار قطر، إلى حرب اليمن، إلى التصعيد مع إيران، إلى دعم اعتداءات اللواء حفتر في ليبيا”.