تقارير

جائزة “مارتن إينالز” 2020.. محاكمة علنية لجرائم الإمارات في اليمن

جائزة “مارتن إينالز” 2020.. محاكمة علنية لجرائم الإمارات في اليمن

تداعيات الجرائم والانتهاكات الإماراتية ضد حقوق الإنسان في اليمن تتزايد وتكبر يوماً بعد آخر، فالناشطة الحقوقية اليمنية هدى الصراري تُوِّجت مؤخراً بجائزة “مارتن إينالز” التي تُعد “نوبل لحقوق الإنسان”، تمنحها عشر من أبرز المنظمات الحقوقية حول العالم، بينها منظمة العفو الدولية (أمنستي) و”هيومن رايتس ووتش” والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، واللجنة الدولية للحقوقيين.

جائزة مُنحت لـ”الصراري” بعد أشهر قليلة من تكريم جائزة أورورا الإنسانية لها في أكتوبر 2019؛ لدورها البارز ومساهمتها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان باليمن.

التكريم العالمي المتتالي للمحامية اليمنية جاء تتويجاً لدورها البارز في كشف جرائم الإمارات وتحديداً بمدينة عدن منذ تحريرها من الحوثيين منتصف عام 2015.

الناشطة “الصراري” التي فقدت ابنها أيضاً في مارس 2019، بين الضحايا المدنيين للنزاعات المسلحة بمدينة عدن، أهدت الجائزة إلى أمهات المعتقلين والمخفيِّين قسرياً؛ لنضالهن ومواجهتهن المداهمات اليومية لقوات الإمارات ومليشياتها.

وقالت في كلمة ألقتها بحفل تكريمها في جنيف: “كنا نأمل بعد تحرير عدن من الحوثيين أن يتم دعم مؤسسات إنفاذ القانون إلا أن الإمارات فعلت العكس تماماً من خلال إنشاء مليشيات لا تخضع للقانون أو سلطات القضاء والنيابة، وأنشات شبكة سجون سرية تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب”.

وأضافت: “بعد اكتشافي لهذه الشبكة من السجون السرية التي تديرها الإمارات لم أستطع تحريك الملف في المحاكم الرسمية، ولجأت إلى محكمة الرأي العام، وأنشأت مع أمهاتٍ رابطة أمهات المختطفين، ونجحنا في إطلاق سراح 260 معتقلاً، وللأسف ما يزال هناك أكثر من 2000 شخص في هذه السجون”.

وأوضحت “الصراري” أن “الإمارات تفاخر بعلاقتها مع الدول الأوروبية وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكني أُمٌّ وفقدت ولدي، ورأيت أعمال الإمارات بشكل مباشر، هذه دولة (الإمارات) لا يشرفكم ربط اسمكم بأعمالها في اليمن”.

وأشارت إلى أنها تثق بأن الدول الأوروبية لن تفضل مصالحها الاقتصادية على مبادئ حقوق الإنسان، مؤكدة أن أبوظبي قوَّضت الأسس البسيطة للدولة اليمنية.

كما دعت إلى عدم إغفال انتهاكات جماعة الحوثي التي ارتكبت جرائم، منها ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وعمال الإغاثة.

بدورها قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن الجائزة تُمنح للمناضلين البارزين؛ اعترافاً بالتزامهم وشجاعتهم وتعريض حياتهم للخطر لنصرة حقوق الإنسان.

وأوضحت أن “هدى الصراري قامت، بجرأة فائقة، بتوثيق أوضاع السجون السرية التي تديرها الإمارات في اليمن، رغم المخاطر التي واجهتها”.

صفعات وانتصارات مدوية

المحلل السياسي اليمني عبد الرقيب الهدياني قال: إن “التكريم المستمر للصراري بمنزلة صفعات إضافية في وجوه كل الجلادين ابتداء من بن زايد (ولي عهد أبوظبي) وانتهاء بأصغر جلاد في سجون الإمارات بعدن والمكلا”.

وفي حديثه لـ”الخليج أونلاين” اعتبر أن “حصد الرافضين لجرائم الإمارات في اليمن الجوائز العالمية انتصارات مدوية تحاكم سلوك الإمارات التي تظهر كمجرم مارق على نطاق دولي”.

كما أشار إلى استحقاق “الصراري” لهذا التكريم، في وقت تحوَّل فيه النشاط الحقوقي إلى مهنة ووسيلة للارتزاق وتبييض جرائم الحليف الغادر (الإمارات).

أما زميلها في الدفاع عن حقوق الإنسان، اليمني توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، فيرى أن “هذه الجائزة التي مُنحت للزميلة هدى الصراري جائزة مستحقة لناشطة في بيئة قلقة كعدن، حيث هُددت وفقدت ولدها بسبب نشاطها الحقوقي، واليوم تقع المسؤولية الكبرى على عاتق المجتمع الدولي، الذي يجب أن ينظر إلى هذه القضايا ويحرّكها ضد مجرمي ومنتهكي حقوق الإنسان”.

تدويل انتهاكات أبوظبي

وأكد “الحميدي” في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن تكريمها سيلفت العالم بأكمله إلى حجم الانتهاكات التي مارستها الإمارات في اليمن، لا سيما ما يتعلق بسجونها السرية.

وأضاف قائلاً: “نحن في منظمة سام كنا أولى المنظمات التي كشفت السجون السرية الإماراتية في مايو 2017 قبل زملائنا بالمنظمات والراصدين، وأصبحنا المرجع الأساسي، وكان لنا تشبيك كبير مع فرق التحقيق الدولية، واستطعنا الدخول إلى السجون، ووثقنا تسجيلات من داخلها، وأصدرنا 5 بيانات كشفنا خلالها 360 سجناً سرياً للإمارات والشرعية، منها سجن بير أحمد بعدن، وسجن الطين في سيؤون، وكذلك سجون الحوثيين”.

وأشار الحميدي إلى أن “قضية انتهاكات الإمارات أصبحت اليوم قضية عالمية تُتداول في المحافل الدولية بأكملها، خاصة مع تحرُّك قضايا جدية وحقيقية وتحديداً مع خروج بعض الضحايا من اليمن إلى كثير من مناطق العالم، وأصبح من السهل تواصل المحامين والمنظمات معهم؛ لتحريك قضايا جدية”.

وقال رئيس منظمة “سام”: “تكمن أهمية هذه الجوائز بأنها تمنح المدافعين عن حقوق الإنسان شجاعة أكبر، وتُشعرهم بتضامن المجتمع الدولي معهم وهم يناضلون ويدافعون عن حقوق الإنسان، خاصة في المجتمعات التي تشهد حروباً وتنهار فيها منظومة الدولة ويصبح الصوت الأعلى فيها للمليشيات والجماعات المتحاربة، وخاصة في ظل تفشي ظاهرة انتهاك حقوق الإنسان ضد المدافعين عن حقوق الإنسان أيضاً”.

واختتم حديثه بأن هذه الجائزة ستكون -بلا شك- نوعاً من الحذر لدى الإمارات في تحركاتها وممارساتها التي تنتهك حقوق الإنسان بجنوبي اليمن.

المصدر – الخليج أونلاين

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى