أخبار

منظمة حباد اليهودية المتطرفة تؤكد استمرار أنشطتها في الإمارات

منظمة حباد اليهودية المتطرفة تؤكد استمرار أنشطتها في الإمارات

أكدت منظمة حباد اليهودية المتطرفة على استمرار أنشطتها في دولة الإمارات على الرغم من حادثة مقتل الحاخام الضابط في الجيش الإسرائيلي “زفي كوجان” الشهر الماضي.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن المجتمع اليهودي الأخذ بالتوسع في الإمارات منذ سنوات “صامد رغم التحديات”.

وذكرت الصحيفة أنه رغم الصدمة التي أثارتها حادثة مقتل الحاخام كوجان، فإن حركة حباد أكدت على استمرار أنشطتها في الإمارات.

وصرح الحاخام في حركة حباد “شالوم دوتشمان”: “لقد أحب زفي كوجان كل لحظة قضاها في الإمارات”، مضيفا أن “الإمارات تُعتبر مكانًا آمنًا نسبيًا لليهود الذين يتزايد عددهم هناك”.

وتناولت وول ستريت جورنال اللحظات الأخيرة من حياة الحاخام اليهودي قبل أن يتعرض للخطف والقتل.

وقالت “لم يظهر الحاخام زفي كوجان في الموعد المحدد مع طبيب الأسنان بعد الظهر، وفقًا لأشخاص مطلعين على تحركاته. وعندما شعرت زوجته، ريفكي، بالقلق، أبلغت المجموعة اليهودية التي يمثلها في الإمارات، وهي حركة حباد والتي بدورها تواصلت مع السلطات”.

وبحسب مصدر مطلع على التحقيق، اختطف الخاطفون الحاخام كوجان وكانوا في طريقهم إلى سلطنة عمان، إلا أن شيئًا ما أفسد خطتهم.

وقد عثرت السلطات الإماراتية لاحقًا على جثة كوجان وسيارته داخل الإمارات قرب الحدود.

وبحسب الصحيفة أكد أصدقاؤه وعائلته أن وفاته كانت دموية، رغم أن التفاصيل الدقيقة المحيطة بمقتله لا تزال غير واضحة.

وأحدث مقتل الحاخام زفي كوجان، الذي كان يؤكد لأصدقائه شعوره الدائم بالأمان داخل دولة عربية، صدمة كبيرة في المجتمع اليهودي في الإمارات.

ونبهت الصحيفة إلى أن هذا المجتمع اليهودي هو أول مجتمع يتم إنشاؤه في العالم العربي منذ عقود.

وقد تأسس المجتمع اليهودي في الإمارات بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم، التي سمحت بالتطبيع العلني وإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات وثلاث دول عربية أخرى عام 2020.

وبرعاية السلطات المحلية، أنشأ اليهود مجتمعات مزدهرة للصلاة، بما في ذلك واحدة في فندق فاخر بجزيرة النخلة في دبي. وقد جذبت هذه المجتمعات حاخامات مشهورين، وعائلات محلية، وسياحًا زائرين.

قال أصدقاء الحاخام إن زفي كوجان، الإسرائيلي المولود في مولدوفا، أصبح شخصية بارزة في المجتمع اليهودي بالإمارات على مدى أربع سنوات، حيث كان يقدّم خبز “الحلة” للعائلات أسبوعيًا ويساهم في تشغيل أول سوبرماركت يهودي “كوشير” في البلاد لتعزيز الحياة اليهودية.

لكن مقتله هزّ المجتمع اليهودي الذي بدأ في إعادة تقييم أمنه.

وذكرت الصحيفة أنه في ظل تصاعد التوترات بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة طلبت السلطات الإماراتية من المجتمع اليهودي تقليل أنشطتهم العامة، وأصبحت خدمات الصلاة تُقام بعيدًا عن الأنظار.

وقد ألقت السلطات الإماراتية القبض على ثلاثة مواطنين أوزبكيين على صلة بمقتل كوجان.

ورغم وصف إسرائيل للجريمة بأنها “عمل إرهابي معادٍ للسامية”، زعم السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة إن الحادث “هجوم على قيم الإمارات المتمثلة في حرية العبادة”.

وقد أعلن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وزوجته إيفانكا ترامب عن تبرع بمليون دولار لدعم أنشطة حركة حباد في الإمارات، مع وعد من شقيقه جوشوا كوشنر بمطابقة هذا التبرع.

من جهته وضمن محاولاته العاجلة لتقليل الضرر الحاصل على صورة الإمارات في جذب اليهود، عزز الرئيس الإماراتي محمد بن زايد على الفور قنوات الاتصال المفتوحة مع المنظمات اليهودية لا سيما منظمة حباد.

وعلمت إمارات ليكس أن محمد بن زايد وجه بصرف خمسة ملايين دولار كدفعة أولى لحساب منظمة حباد بغرض دعم أنشطتها ومؤسساتها حول العالم.

كما تكفل محمد بن زايد بتمويل خطط منظمة حباد لبناء مركز يهودي جديد في الإمارات وسيُطلق عليه اسم “بيت زفي” على اسم الحاخام الذي قتل في الإمارات.

وتعد منظمة حباد واحدة من أبرز الحركات اليهودية العالمية، تأسست قبل نحو 250 عامًا في روسيا على يد الحاخام شنؤور زلمان وتركز فلسفتها على الحكمة والفهم والمعرفة، حيث تسعى لتعليم التعاليم اليهودية وتعزيز القيم الروحية والاجتماعية.

وتوسعت المنظمة على مر العقود لتصبح قوة مؤثرة في الحياة اليهودية، خاصة بعد جهود الحاخام مناحيم مندل شنيرسون الذي أسس حضورها العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.

وتمتلك منظمة حباد أكثر من 3500 مؤسسة في 85 دولة، بما في ذلك الإمارات التي شهدت نشاطًا علنيًا للمنظمة منذ تطبيع العلاقات علنا بين أبوظبي وإسرائيل عام 2020.

ولعبت “حباد” دورًا كبيرًا في تأسيس أول مركز تعليمي يهودي في الخليج انطلاقا من الإمارات، وتوسيع نطاق تناول الأطعمة “الكوشير” (الحلال وفق الشريعة اليهودية)، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات للتعريف باليهودية وتعزيز العلاقات مع المجتمعات المحلية.

وتعتمد “حباد” في توجهاتها على تعاليم قادتها السبعة المعروفين بالـ”ريبس” (Rebbes)، وهم زعماء روحيون للطائفة الحسيدية. وهؤلاء القادة أسهموا في شرح أكثر جوانب التصوف اليهودي عمقًا وتعقيدًا، مع تجسيد القيم التوراتية المرتبطة بالتقوى والقيادة الحكيمة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى