وقفة أمام السفارة الإماراتية في لندن تطالب بحرية معتقلي الإمارات
وقفة أمام السفارة الإماراتية في لندن تطالب بحرية معتقلي الإمارات
نظم نشطاء حقوقيون من جنسيات متعددة وقفة أمام السفارة الإماراتية في العاصمة البريطانية لندن تطالب بحرية معتقلي الإمارات.
وجرت الوقفة بدعوة من منظمة القسط لحقوق الإنسان، لإحياء للذكرى الثانية لرحيل المدافعة الإماراتية عن حقوق الإنسان آلاء الصديق، وتسليط الضوء على إسهاماتها الحقوقية.
ورفع المشاركون في الوقفة صور آلاء، وبعض معتقلي الرأي في الإمارات من بينها صورة والدها محمد الصديق الذي تحتجزه سلطات أبوظبي رغم انقضاء محكوميته منذ أكثر من عام، كما دعا المشاركون إلى الإفراج عن معتقلي الرأي في الإمارات قبل مؤتمر المناخ “كوب 28”.
وتأتي هذه الفعالية، في سياق عدد كبير من الفعاليات أقامتها منظمات حقوقية مختلفة إحياء للذكرى الثانية لرحيل الناشطة الحقوقية آلاء الصديق التي توفيت بحادث سير في المملكة المتحدة.
وفي السياق أكد ناشطون حقوقيون أن رحيل آلاء الصديق ترك فراغاً كبيراً، وأن النشاط الاستثنائي الذي تميزت به، وشغفها في الدفاع عن حقوق الإنسان لا يمكن تعويضه بسهولة.
وخلال ندوة على “الإنترنت” نظمتها حملة “ساند معتقلي الإمارات” بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الصديق، سلط المشاركون الضوء على أبرز إسهاماتها، واستعرضوا جانباً من حياتها الشخصية والمعاناة التي مرت بها نتيجة لاعتقال والدها.
وانتقدت فلاح السيد، الباحثة الحقوقية في مجموعة “منّا” لحقوق الإنسان، الواقع الحقوقي في الإمارات، وقالت إن الإطار القانوني مصمَم لانتهاك حقوق الإنسان وقمع أي شكل من أشكال المعارضة.
وبينت السيد أن الإطار القانوني لعب دوراً كبيراً في المحنة التي عانت منها آلاء ووالدها المعتقل محمد الصديق، إذ أن تعريف الإرهاب في القانون الإماراتي يسمح باعتبار أي عمل “إرهابي”، كما أن قانون مكافحة الإرهاب الإماراتي يوفر أساساً قانونياً لاحتجاز الأفراد بعد انتهاء مدة عقوبتهم، وهو ما ينتهك المعايير الدولية والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
كما أشارت السيد إلى حالة والد آلاء، الذي تعتقله السلطات الإماراتية رغم انتهاء مدة محكوميته منذ أكثر من عام، ولفتت الانتباه إلى القرار الأخير الذي صدر عن الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، والذي اعتبر فيه احتجاز 12 إماراتياً من بينهم الصديق بأنه “تعسفي”.
بدورها، أكدت الناشطة الإماراتية جنان المرزوقي، أن خبر وفاة آلاء هز المجتمع الحقوقي وخلق فراغاً لا يمكن أن يملؤه أحد، وأظهر للجميع التأثير والفَرق الذي يمكن أن يصنعه فرد واحد فقط، مشيرة إلى آلاء ناضلت لعقد كامل بلا كلل أو ملل من أجل الإفراج عن والدها وبقية معتقلي الرأي في الإمارات.
من جهته، شدد الناشط الإماراتي أحمد الشيبة، أن الأثر الذي تركته آلاء الصديق لن يتوقف أبداً، مشيراً إلى أنها تميزت بالشجاعة والمنهجية العلمية المدعمة بالأدلة والحقائق، وهو ما جعل تأثيرها كبيراً.
وتطرق الشيبة إلى حجم الضغوط والانتهاكات الحقوقية الذي تعرضت لها الناشطة الإماراتية خلال حياتها، مشيراً إلى أن سحب الجنسية الإماراتية من آلاء وعائلتها هو فاجعة للمجتمع الإماراتي، حيث كانت نموذجاً مميزاً للشابة الإماراتية، وتنتمي إلى عائلة علمية معروفة.
وأشار الناشط السعودي يحيى عسيري، أن الصديق، كانت متعددة المواهب وقد سخّرتها للدفاع عن المظلومين، وأن عملها لم يقتصر على الدفاع عن حقوق الإنسان في الإمارات فقط بل امتد ليشمل كل القضايا الحقوقية في المنطقة العربية.
وأوضح عسيري، أن الصديق كان لها حضور بارز في كل الأماكن التي عملت بها بسبب النشاط الاستثنائي الذي تميزت به، لافتاً إلى أن إحياء ذكراها لا يكون بذكر محاسنها فقط بل بالتذكير في القضايا التي كانت تدافع عنها ومواصلة العمل عليها.
ونشرت عشرات المنظمات الحقوقية تغريدات تذكر بجهود آلاء الصديق، ومقاطع فيديو عن أبرز محطات حياتها بما في ذلك الظلم الذي تعرضه له من السلطات الإماراتية.
يشار إلى أن آلاء الصديق هي ناشطة إماراتية، حُرمت عائلتُها من الجنسية نتيجةً لاعتقال والدها، وتعرضت لضغوط أمنية مستمرة أجبرتها على الانتقال إلى قطر، حيث أكملت هناك مشوارها التعليمي وحازت في 2016 على ماجستير في السياسة العامة من جامعة حمد بن خليفة.
وكرَّست آلاء الصديق حياتها في الدفاع عن معتقلي الرأي في الإمارات والخليج العربي.
كما عُرفت آلاء بمناهضتها للتطبيع ودفاعها عن القضية الفلسطينية والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، إذ شاركت في العديد من المظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، بفلسطين.
وانتقلت آلاء إلى العاصمة البريطانية لندن، في 2019، وعملت مديرةً تنفيذيةً لديوان لندن، وبعدها أصبحت المديرة التنفيذية لمنظمة القسط لحقوق الإنسان، حتى وافتها المنية في حادث سير أليم في 19 يونيو 2020.
المصدر: إمارات ليكس