خفايا فرض إسرائيل اشتراطاتها الأمنية على الإمارات
خفايا فرض إسرائيل اشتراطاتها الأمنية على الإمارات
كشفت مصادر دبلوماسية متطابقة عن خفايا فرض إسرائيل اشتراطاتها الأمنية على الإمارات سواء لإبرام صفقات عسكرية بأنظمة دفاع جوي أو رحلات الطيران المتبادلة بين البلدين.
وقالت المصادر ل”إمارات ليكس”، إن إسرائيل تبتز الإمارات لبيعها أنظمة دفاع جوي في مواجهة أبوظبي مخاطر تصاعد هجمات أنصار الله “الحوثي” وتريد تولي كامل التحكم الأمني بتلك الأنظمة.
وذكرت المصادر أن من شأن موافقة الإمارات على اشتراطات إسرائيل تحويل الدولة بالكامل إلى قاعدة عسكرية تتحكم بها عن بُعد تل أبيب وتستبيحها بشكل كامل.
وأوضحت المصادر أن الأمر ذاته ينطبق على الاشتراطات الأمنية التي تحاول إسرائيل فرضها فيما يتعلق برحلات الطيران الثنائية وهو ما دفع تل أبيب إلى التهديد بوقفها.
وأكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الإمارات وإسرائيل يناقشان الآن سبلا جديدة لحماية الدولة الخليجية من هجمات الحوثيين في اليمن، بما فيها شراء معدات دفاعية إسرائيلية متقدمة.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل والإمارات تعملان على تسريع جهود التعاون الأمني والاستخباراتي بينهما، في أعقاب سلسلة من الهجمات على أبو ظبي من قبل جماعة الحوثي.
وتناقش الدولتان طرقًا جديدة لحماية الدولة الخليجية، بما في ذلك بيع أنظمة دفاع جوي إسرائيلية متقدمة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر نقلت عنهم “وول ستريت جورنال” التي ذكرت أنه ليس من المتوقع أن تعرض إسرائيل على الإمارات “نظام القبة الحديدية”. وهو جوهرة تاج دفاعاتها الجوية.
وقالت الصحيفة إنه من شأن هذا الاتفاق أن يضع الجيش الإسرائيلي معدات مناسبة على أعتاب إيران، ويعيد تشكيل بانوراما الأمان في الشرق الأوسط.
ونفذ الحوثيون مئات الهجمات على السعودية. في حين ركزت الميليشيات المتحالفة مع إيران هجماتها على الولايات المتحدة في العراق وهددت إسرائيل من سوريا ولبنان.
ولا ترغب طهران في رؤية إسرائيل آمنة أو لها موطئ قدم داخل فضاء الخليج العربي.
وفي تشرين ثاني/نوفمبر الماضي وقعت شركات حماية إسرائيلية وإماراتية صفقة لتطوير جماعي لطائرات بدون طيار مصممة لمكافحة التهديدات في البحر.
ورأى محللون أن هجوم 17 كانون ثاني/يناير الماضي من الحوثيين على الإمارات والذي أسفر عن مقتل 3 أفراد، حفز تعزيز التعاون الأمني بين أبوظبي وتل أبيب.
وبعد هذا الهجوم، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت رسالة إلى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال فيها إن إسرائيل تكرس نفسها للعمل بعناية مع الدولة الخليجية تجاه التهديدات الإقليمية المشتركة.
وصرح بينيت في الرسالة: “نحن على استعداد لنقدم لك دعمًا أمنيًا واستخباراتيًا من أجل مساعدتك على حماية مواطنيك من هجمات مماثلة”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شن الحوثيون هجومًا آخر على الإمارات في حين أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ كان يزور أبو ظبي لتعزيز العلاقات الثنائية، على الرغم من أن الجيش الإماراتي ذكر أنه تم اعتراض الصاروخ الباليستي.
من جانبه صرح يوئيل جوزانسكي ، العضو السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. أن الإمارات سبق أن طلبت مساعدة الدفاع الجوي الإسرائيلي لكن طلباتها قوبلت بالرفض.
وقال: “لقد طلبوا ذلك قبل بضع سنوات لكن إسرائيل رفضت حتى الآن”.
لكنه تابع أن “هناك ما يشير إلى أن زيارات بينيت وهرتسوغ إلى الإمارات قد تكون بداية التغيير”.
وصرح “جوزانسكي” أنه من غير المرجح أن تزود إسرائيل الدولة الخليجية بنظام القبة الحديدية، ومع ذلك قد تزودها بعناصر مثل الرادار.
وتستخدم الإمارات حاليا نظام الدفاع الذي تبنيه الولايات المتحدة Thaad ، والذي يساعد في تدمير الصواريخ الباليستية.
وتعمل الولايات المتحدة ، التي تتمركز قواتها في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، على أساليب الدفاع الصاروخي باتريوت التي تم استخدامها لحماية أبوظبي خلال الهجمات الحالية.
ويمكن لواشنطن أن ترسل مقاتلات نفاثة متفوقة وسفينة حربية أمريكية للعمل مع البحرية الإماراتية.
في سياق قريب قال مسؤولون إسرائيليون، إن خلافات حول إجراءات الحراسة يمكن أن توقف الرحلات الجوية بين تل أبيب ودبي.
ونقل موقع “واللاه” عن المسؤولين قولهم إنه “لا يوجد اتفاق بين جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية “الشاباك” المسؤول عن تأمين الرحلات الجوية في إسرائيل والسلطات الأمنية الإماراتية حول إجراءات الحراسة المعمول بها في مطار دبي”.
ولفت الموقع إلى أن كلّاً من ديوان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية ووزارة النقل و”الشاباك” يجري اتصالات مع الحكومة الإماراتية بهدف حل القضية.
وحسب الموقع العبري فإنه في حال لم يتم التوصل إلى حل بين الجانبين فإن الرحلات الجوية بين الجانبين ستتوقف يوم الثلاثاء المقبل؛ بما في ذلك رحلات شركات الطيران الإماراتية إلى إسرائيل.
وأكدت مصادر في “الشاباك” أن السلطات الإماراتية لم تلتزم بإجراءات التأمين والحراسة التي تطبق على شركات الطيران الإسرائيلية في كل أرجاء العالم.
ونقل الموقع عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن الخلاف بين الجانبين “تقني وليس سياسياً”، وهذا ما يعزز فرص حله في غضون الأيام المقبلة وذلك في حال خضوع الإمارات لاشتراطات إسرائيل الأمنية.
المصدر: Emirates Leaks