مصادر إسرائيلية: اتصالات بين إسرائيل والسعودية بحثت سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إيران
(مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات)
كشفت مصادر إسرائيلية أمس أن اتصالات سياسية حصلت في الآونة الاخيرة بين مسؤولين رفيعي المستوى من السعودية وإسرائيل، خاصة حول ما يتعلق بتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط. وقالت القناة العبرية الرسمية في تقرير لها ان مسؤولين إسرائيليين وسعوديين ناقشوا مؤخرًا في مكالمات هاتفية، سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إيران.
وحسب التقرير، فإن السعودية قلقة من المسار الذي يمكن أن تتخذه إدارة بايدن تجاه الجمهورية الإسلامية الايرانية. كما أنها حذرة من فتور محتمل في علاقات الولايات المتحدة معها بعد أن تعهد بايدن بمساءلتها حول انتهاكات حقوق الإنسان داخلها. ونوهت أيضا لتعليق بايدن المبيعات الأمريكية لعدد من الدول، بما في ذلك السعودية، لمزيد من المراجعة. واستذكرت القناة العبرية قول بايدن إن الولايات المتحدة لن تدعم العمليات الهجومية التي تقودها السعودية في حربها في اليمن. وتابعت القناة في حديثها عن تحالف إسرائيل والسعودية شبه العلني “تتشارك إسرائيل والسعودية في التعرض لتهديد من قبل الجمهورية الإسلامية الايرانية، وكلاهما قلق بشأن برنامجها النووي، الذي قد يتسارع إذا عادت الولايات المتحدة للانضمام إلى الاتفاق النووي من عام 2015 – وهو أمر ينوي فريق بايدن فعله”.
كما قالت القناة الإسرائيلية الرسمية إن بايدن يعتزم الاتصال بالملك سلمان بن عبد العزيز وستكون هذه أول مكالمة هاتفية بين الزعيمين منذ تولي بايدن إدارة البيت الابيض. ومن المتوقع أن تتم المكالمة قبل إصدار تقرير امريكي يتعلق باغتيال الصحافي المعارض السعودي جمال خاشقجي في تركيا في اكتوبر/ تشرين الأول2018.
نتنياهو يهدد مجددا
يشار الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أمس الأول معارضته لعودة الإدارة الأمريكية، للاتفاق النووي الذي أبرمته عام 2015، مع إيران، وانسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، عام 2018 . ونقل موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي عن نتنياهو قوله “نحن لا نُعلق آمالنا على أي اتفاق مع نظام متطرف، مثل إيران”. وأضاف مهددا “مع أو بدون اتفاق، سيتم القيام بكل شيء حتى لا تتسلح إيران بأسلحة نووية”. ويوم الخميس الماضي، أبلغت واشنطن رسميًا مجلس الأمن الدولي، إلغاء العقوبات التي فرضها ترامب على إيران والمعروفة باسم “سناب باك”.
هدية للامبريالية
وفي سياق متصل قال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس” تسيفي بار إيل إن التفاهم الذي تم التوصل اليه مع ايران بشأن الرقابة استهدف الامتناع عن الوصول الى وضع لا يمكن التراجع عنه لافتا أنه يشمل عاملا غير مسبوق، بحسبه يمكن خرق اتفاق مكتوب ومعترف به لا تستتبعه بالضرورة خطوات عقابية. وتابع بار إيل في مقاله: “ستكون رقابة أقل، ليكن هذا واضحا”.
هكذا لخص هذا الأسبوع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية، رفائيل غروسي، نتائج زيارته في ايران، التي استهدفت وقف تهديد منع الرقابة على المنشآت النووية الايرانية. بلغة حذرة ومتعرجة وصف غروسي الخطوة كـ “اتفاق متبادل تقني مؤقت”. ويرى بار إيل إنه ليس اتفاقا بل توافقا، مدته محدودة في ثلاثة اشهر، حيث أن كل طرف يمكنه التراجع عنه خلال هذه الفترة وحسب قوله فإن ايران ستواصل تشغيل الكاميرات الخاصة التي تم تركيبها من قبل مراقبي الامم المتحدة ولكن مادة التصوير ستبقى معها ولن يتم نقلها للوكالة وفقط عند رفع العقوبات يمكن لمراقبي الامم المتحدة فحصها.
وقال إن الملحق الفني للاتفاق يفصل قائمة المنشآت التي ستستمر في كونها تحت الرقابة وطبيعة الرقابة، لكن لن يسمح بزيارات مفاجئة تشكل جزءا جوهريا من طريقة الرقابة الجديدة التي تم تطبيقها عند التوقيع على الاتفاق النووي في2015 . يضيف المحلل الإسرائيلي “مع ذلك، ايران لم تطلب ابعاد المراقبين ولم يقم بايدن باستدعاء أو صنع هذا الشرك. هو ورثه من ترامب. ولكن لأنه هو الذي سيضطر الى ابتلاع الضفدع إذ ان هدفه سيكون تقليص حجم الضفدع بقدر الامكان. مثلا، هو يريد الحصول على تعهد ايران بإجراء حوار حول مواضيع مهمة اخرى، مثل برنامج الصواريخ البالستية التي تقلق بالاساس اسرائيل ودول الخليج، والحصول على عدد من التنازلات في مجال حقوق الانسان وترسيم حدود لتدخل ايران في دول اخرى مثل اليمن ولبنان وسوريا والعراق، ووقف ما تعتبره الولايات المتحدة مساعدة للارهاب”.
ويخلص بار إيل للقول إن هذا طموح بعيد المدى، خاصة في السنة التي فيها ايران تستعد لانتخابات رئاسية في يونيو/ حزيران القادم، والتي تسعى فيها التيارات المحافظة والراديكالية الى منع انتخاب مرشح له طابع اصلاحي. منوها أن كل تنازل من قبل ايران في أحد المجالات التي تهم الولايات المتحدة وحلفائها، سيعتبر خنوعا للولايات المتحدة و” هدية للامبريالية “، وهذه وصمة يحذر منها كل مرشح محافظ.