أخبار

ليندسي غراهام يكشف المستور: تحالف بن سلمان ونتنياهو لضرب المقاومة وطمس القضية الفلسطينية

ليندسي غراهام يكشف المستور: تحالف بن سلمان ونتنياهو لضرب المقاومة وطمس القضية الفلسطينية

في تصريحات صادمة تكشف أبعاد التحالف الإقليمي الخفي، أكد السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا يريد بأي حال من الأحوال عودة حماس إلى المشهد السياسي الفلسطيني، معتبراً أن وجودها يتعارض مع “رؤية 2030”.

هذه التصريحات تسلط الضوء على التقاء المصالح بين النظام السعودي والاحتلال الإسرائيلي، في وقت يحاول فيه بن سلمان لعب دور الوسيط العربي في القضية الفلسطينية، بينما يمضي في نهج التطبيع الصامت الذي لا يقل خطورة عن الاتفاقيات العلنية التي أبرمتها الإمارات والبحرين والمغرب.

غراهام، المعروف بمواقفه الداعمة لإسرائيل، والذي طالب بقصف غزة بالسلاح النووي لم يكتفِ بالكشف عن موقف السعودية تجاه المقاومة، بل أكد أن الرياض “لا يوجد شريك لإسرائيل أفضل منها في تدمير الإسلام الراديكالي”، وهو المصطلح الذي تستخدمه إسرائيل والغرب عادة لوصف الحركات الإسلامية التي تتبنى نهج المقاومة، وفي مقدمتها حماس والجهاد الإسلامي.

هذه التصريحات تعكس مدى التوافق الكامل بين السعودية والإمارات والاحتلال الإسرائيلي في ما يسمى بمكافحة الإسلام الراديكالي، وهو الشعار الذي يُستخدم لتبرير سياسات القمع والتضييق على الجماعات الإسلامية، سواء في الداخل أو في مناطق الصراع مثل فلسطين وسوريا واليمن.

قمة عربية بلا فلسطين

تصريحات غراهام تأتي في وقت يحاول فيه محمد بن سلمان تقديم نفسه كزعيم عربي قادر على قيادة المنطقة وحل النزاعات، لكنه في الواقع يتحرك وفق أجندة تصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء “الإصلاح والانفتاح”.

فولي العهد السعودي دعا إلى قمة عربية طارئة في الرياض لمناقشة التطورات في غزة، لكنه لم يوجه الدعوة لأي من الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، ما يعكس رغبته في رسم معالم المشهد الفلسطيني بعيدًا عن الفلسطينيين أنفسهم، وإدارته وفق التوازنات التي تحقق أهدافه السياسية والاقتصادية.

هذا التوجه يتماشى مع السياسات الإماراتية التي تحولت إلى عرابة التطبيع العربي، حيث تلعب أبوظبي دورًا رئيسيًا في دعم المشاريع الإسرائيلية إقليميًا، سواء عبر تعزيز التطبيع الاقتصادي والعسكري أو عبر استهداف الحركات الإسلامية التي تعتبرها تهديدًا لاستقرار أنظمتها الحاكمة.

ومن الواضح أن السعودية تسير على الخطى ذاتها، لكن بحذر أكثر، في انتظار اللحظة المناسبة لإعلان خطوات أوسع تجاه إسرائيل.

تحالف ضد المقاومة

يكشف حديث غراهام عن تحالف علني بين السعودية والإمارات والاحتلال لم يعد مقتصرًا على اللقاءات السرية أو التنسيق الأمني غير المعلن، بل بات واضحًا في السياسات التي تتبعها الدول الثلاث تجاه المقاومة الفلسطينية.

فالرياض وأبوظبي تسعيان إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع المصالح الإسرائيلية، من خلال القضاء على أي قوة إسلامية مقاومة، سواء عبر الدعم السياسي والدبلوماسي لإسرائيل، أو عبر حملات القمع الداخلية التي تستهدف التيارات الإسلامية الداعمة للمقاومة.

التقارب السعودي-الإسرائيلي ليس مجرد تحالف مصالح عابرة، بل هو إعادة تموضع استراتيجي يهدف إلى طمس القضية الفلسطينية وإعادة صياغة تحالفات المنطقة بما يخدم إسرائيل، مع تسويق ذلك في الغرب باعتباره خطوة لمحاربة الإرهاب والتطرف.

لكن الواقع يقول إن المستهدف الحقيقي هو المقاومة الفلسطينية، وأي مشروع إسلامي قادر على تحدي النفوذ الإسرائيلي-الأمريكي في المنطقة.

الخلاصة: تصريحات غراهام ليست مجرد آراء سياسية، بل هي تأكيد على اصطفاف السعودية إلى جانب إسرائيل في حربها على المقاومة، ومحاولاتها فرض معادلة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعيدًا عن الفلسطينيين أنفسهم. والسؤال المطروح الآن: هل أصبح التطبيع هو الثمن الحقيقي لـ”رؤية 2030″؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى