أخبار

تضارب مصالح وعلاقات اقتصادية شخصية بين إدارة ترامب والسعودية

تضارب مصالح وعلاقات اقتصادية شخصية بين إدارة ترامب والسعودية

سلطت صحيفة التليغراف البريطانية الضوء على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضع في مقدمة أولوياته العلاقات مع السعودية على حساب العلاقات التقليدية مع أوروبا وبريطانيا، وسط تضارب مصالح وعلاقات اقتصادية شخصية بين الجانبين.

وأشارت الصحيفة إلى دعم إدارة ترامب للعلاقات الأمريكية-السعودية كان رسالة واضحة تمامًا خلال قمة الاستثمار في ميامي الأسبوع الماضي.

فقد شهدت شوارع ميامي ازدحامًا خانقًا في انتظار موكب الرئيس، حيث ألقى دونالد ترامب خطابًا استمر لأكثر من ساعة في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” (FII) Priority، وهو حدث أصغر مشتق من النسخة الأصلية للمؤتمر الذي يُعقد في السعودية ويُعرف بـ**”دافوس الصحراء”**.

وترى الصحيفة أن ترامب أصبح أول رئيس أمريكي يخاطب معهد FII، ولم يأتِ بمفرده؛ فقد كان برفقته شخصيات بارزة مثل: سوزي وايلز، كبيرة موظفيه، وجاريد كوشنر، صهره وكبير مستشاريه، وستيف ويتكوف، مبعوثه للشرق الأوسط، ومايكل والتز، مستشاره للأمن القومي.

كما حضر الفعالية إيلون ماسك، الذي وصفه ترامب بـ”أول صديق له”، وكان يجلس إلى جانب السفيرة السعودية لدى واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود.

وخلال مكالمة هاتفية في يناير الماضي – وهي الأولى لترامب مع زعيم أجنبي بعد تنصيبه – أبلغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي عن نيته استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة.

لاحقًا، صرّح ترامب بأنه سيطلب من ولي العهد رفع هذا الرقم إلى 1 تريليون دولار، ويبدو أن السعوديين مستعدون لذلك؛ فقد ضم وفدهم في قمة FII شخصيات بارزة مثل: ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، وخالد الفالح، وزير الاستثمار، الذي أكد أن الولايات المتحدة هي الوجهة الاستثمارية الأولى للمملكة.

وأشار الفالح إلى أن الولايات المتحدة تمثل ربع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية، بينما استثمرت السعودية 750 مليار دولار في أمريكا حتى الآن.

وهناك روابط وثيقة بين الدائرة المقربة من ترامب والمستثمرين السعوديين، منها تلقى صندوق “أفينيتي بارتنرز” التابع لجاريد كوشنر 2 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وقد حصل ستيفن منوشين، وزير الخزانة الأمريكي السابق، على 1 مليار دولار لصندوقه الاستثماري من السعودية.

وأعلن إريك ترامب، نجل الرئيس، عن خطط لبناء برج ترامب جدة في ديسمبر الماضي.

وقال روبرت كابيتو، رئيس بلاك روك، أمام وفود قمة FII: “لو كانت السعودية شركة وأردت الاستثمار فيها، لكنت استثمرت بكل ما أملك”.

وأعلن بلاك روك عن إطلاق منصة استثمارية في الرياض بدعم من 5 مليارات دولار من صندوق الاستثمارات العامة.

وقد أكدت ليزا مكيجو، المديرة التنفيذية لبنك HSBC في الولايات المتحدة، أن السعودية هي الأولوية الأولى للبنك، حيث سيتم نقل 6,000 موظف إلى مقر جديد في حي الملك عبدالله المالي بالرياض.

ورغم الخلافات حول قضايا مثل غزة وأسعار النفط والعلاقات مع الصين، إلا أن ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يركزان على الاقتصاد.

ويسعى ترامب لتوسيع الفرص التجارية للشركات الأمريكية، بينما يسعى ولي العهد لتنويع الاقتصاد السعودي وفق رؤية 2030.

والسعودية تعمل أيضًا على تعزيز دورها كوسيط سياسي، حيث تستضيف محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا.

في المقابل فإن التحولات في السياسة الأمريكية قد تترك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في الظل، حيث تواجه بريطانيا خطر التهميش لصالح الرياض.

وقال ريتشارد هاس، المستشار المخضرم لدى Centerview Partners: “الحلفاء التقليديون لا يحصلون بالضرورة على معاملة خاصة لمجرد أنهم حلفاء قدامى. هذا لم يعد له قيمة كبيرة، خاصة في أوروبا”.

ويرى هاس أن العلاقة بين أمريكا والسعودية لن تكون “تلقائية” كما كانت بين بريطانيا وأمريكا، والتي كانت تستند إلى التشابه الثقافي والمؤسسي.

لكنه تساءل عما إذا كان هناك “علاقة خاصة” فعلية بين بريطانيا والولايات المتحدة اليوم، قائلاً: “لست متأكدًا في هذا العصر ما إذا كان هناك أي علاقة خاصة بعد الآن”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى