البداية من درعا.. كيف يخطط محمد بن زايد لإفشال الثورة السورية ؟
البداية من درعا.. كيف يخطط محمد بن زايد لإفشال الثورة السورية؟
تتجلى مؤشرات التدخل الإماراتي في سوريا عبر تحركات ممنهجة تهدف إلى عرقلة أي تغيير سياسي حقيقي قد يعكس إرادة الشعب السوري، فقد كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن دور واضح للإمارات في دعم ثورة مضادة انطلقت من مدينة درعا، التي تُعد من أبرز معاقل الثورة السورية.
يبرز في هذا السياق رجل الأعمال السوري خالد المحاميد، المقيم في الإمارات، والذي دعا إلى تسليم السلاح بعد تشكيل سلطة تشمل جميع المكونات السورية، وهو ما يعكس محاولة لفرض رؤية الإمارات على المشهد السوري بما يخدم مصالحها الإقليمية.
يُعرف المحاميد بارتباطه بعائلة مؤثرة في درعا وبعلاقته الوثيقة بالقائد العسكري أحمد العودة، قائد اللواء الثامن، الذي يمثل إحدى الأوراق الإماراتية في الجنوب السوري.
هذه التحركات تؤكد السعي الإماراتي لتعزيز نفوذها في سوريا من خلال أدوات داخلية، مما يثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية.
درعا كنموذج لتدخل الإمارات
تمثل درعا نقطة ارتكاز استراتيجية في خطط الإمارات. فهي بوابة سوريا إلى العالم العربي وتتمتع بموقع جغرافي حساس على الحدود الأردنية، مما يجعلها محورًا لأي تدخل إقليمي. وفقًا للصحيفة، تعتمد الإمارات على تمويل رجال أعمال سوريين مقيمين في الخارج، مثل المحاميد، لدعم نفوذها في المنطقة.
الإمارات لم تُخفِ اعتراضها على التغيرات السياسية في سوريا. فإجراءات مثل وقف الرحلات الجوية مع دمشق جاءت لتعكس رفضها لأي تحول يُنظر إليه على أنه تهديد لمصالحها.
وعلى عكس إدلب، التي لا تزال تحت سيطرة فصائل مدعومة تركيًا، تبدو درعا أكثر استقرارًا، مما يجعلها بيئة مثالية لتمدد النفوذ الإماراتي. ومع ذلك، فإن الأوضاع في درعا ليست مضمونة الاستقرار طويل الأمد، خاصة في ظل تعثر العملية الانتقالية في مناطق أخرى مثل الشمال الشرقي والسويداء.
أهداف الإمارات الخبيثة
تسعى الإمارات من خلال تدخلها في سوريا إلى إحباط أي حكم إسلامي محتمل أو تغيير سياسي يعكس إرادة الشعب السوري. يأتي ذلك في سياق سياسات أبوظبي الإقليمية التي تهدف إلى محاربة أي توجه ديمقراطي في دول الربيع العربي.
لكن هذه التدخلات تحمل مخاطر جسيمة على استقرار سوريا ومستقبلها. ففي حال تفاقم الأوضاع، قد تجد دول مثل الإمارات ومصر نفسها أمام فرصة للتدخل المباشر، مما يعمق الأزمات ويُبقي سوريا في دوامة الصراعات.
من الواضح أن السياسة الإماراتية لا تهدف إلى دعم استقرار سوريا بقدر ما تسعى لتأمين مصالحها الخاصة وإحباط أي مساعٍ للتحول الديمقراطي. تظل درعا، بما تحمله من رمزية وتاريخ، نموذجًا للصراع بين إرادة الشعوب وسعي الأنظمة الاستبدادية لتثبيت هيمنتها بأي ثمن.