مطالب بكشف ما يجرى في السجون السعودية على غرار فضائح سجون الأسد
مطالب بكشف ما يجرى في السجون السعودية على غرار فضائح سجون الأسد
تتصاعد المطالب بكشف حقيقة ما يجرى في السجون السعودية على غرار فضائح سجون نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد التي تتكشف تباعا منذ إسقاط النظام.
وأثيرت صدمة واسعة في أعقاب الكشف عن الفظائع والجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، في سجن صيدنايا شمال دمشق الذي تمكنت قوات المعارضة السورية من اقتحامه وتحرير كافة المعتقلين منه بعد دخولها العاصمة السورية دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
ودفع ذلك أعضاء حزب التجمع الوطني المعارض وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، إلى تسليط الضوء على حال السجون السعودية وما يجرى فيه من أهوال تعذيب.
وسجن صيدنايا الذي يُطلق عليه “باستيل سوريا”، كشف بداخله عن وسائل تعذيب سادية استخدمها النظام السوري لتعذيب السجناء داخله، وفضح عما يسمى “القسم الأحمر” أسفله، والمخصص للإسلاميين، والمتشعب في عدة أماكن، ويضم 3 طوابق تحت الأرض، وعثر على الآلاف مدفونون تحت الأرض.
وخرج المعتقلون من سجن صيدنايا يعانون من تدهور في حالتهم الصحية والعقلية والنفسية، وعثر داخل السجن على حبال مشانق وأدوات تعذيب وسجلات تحتوي على بيانات تفصيلية حول الموجودين ومن جرى إعدامهم إضافة إلى صور شخصية لمن دخلوا السجن.
وأعلن الدفاع المدني السوري، أن السجن كان بداخله آلاف الأبرياء المعتقلين على يد نظام الرئيس المخلوع، وكان الاعتقاد يسود بأن الكثيرين لم يخرجوا بسبب اعتقالهم في أماكن سرية مخفية تحت الأرض.
تلك الجرائم وغيرها حركت الأصوات على منصات التواصل الاجتماعي للمطالبة بكشف حقيقة ما يحدث داخل سجون الأنظمة العربية الحاكمة وعلى رأسها السجون السعودية، وكانت دافعا للمطالبة بإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي القابعين في سجون المملكة.
وأعاد المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع أحمد حكمي، نشر تغريدة للصحفي مالك الروقي يعلن فيها العثور على جثة مازن حمادة في سجن صيدنايا، والذي اعتقل عام 2011 وتعرض للتعذيب ثم خرج من السجن عام 2014 ليغادر لهولندا وأصبح صوتا مهما للحديث عن سجناء صيدنايا، وعاد لسوريا بشكل مفاجئ في 2020 بعد تعرضه لتهديد لا أحد يعلم تفاصيله مما أدى لعودته، ووجد جثمانه في السجن.
وعلق حكمي قائلا: “كم من مازن حمادة في سجن الحاير الشهير ببشاعته أو سجن ذهبان الذي يتذاكره الناس برعب؟”، مضيفا: “أستغرب من الاعلاميين أمثال مالك ليش ما يتتبعون آلاف معتقلي الرأي ومنهم من مات في هذه المعتقلات؟ رحم الله مازن، وقريباً كما تحرر صيدنايا سنحرر الحاير وذهبان ونخرج معتقلينا”.
وعرض مقطع فيديو يوثق اعتداء على “فتيات يتيمات” طالبن بحقوقهن داخل دار أيتام خميس مشيط، بعسير، على يد رجال أمن سعوديين قدمن إلى الدار استجابة لاتصال الإدارة بهم رغم مطالبتهن بالحصول على حقوقهن في الدار، وذلك في 31 أغسطس/آب 2022، معلقا بالقول: “هذا اللي تسويه السلطات السعودية في يتيمات، فما بالك بما يحدث في السجون”.
وأكد أن المستبدّ يسجن أي أحد ينتقد أو يتذمر أو حتى يطالب بالإصلاح فضلاً عمن يطالب بإنهاء الاستبداد!، مبشرا بقرب زوال الاستبداد، وذكر بأن المخلوع بشار الأسد كان يشيطن من يسجنهم تماماً كما يفعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبر أبواقه.
من جهته عدد عضو الحزب ناصر العربي، أسماء سجون المباحث الرسمية في السعودية، ومنها سجن ذهبان، والحائر السياسي، والطرفية، مؤكدا أن ما خفي كان أعظم.
فيما نصحت عضوة الحزب خلود العنزي، السعوديين الذين أُذن لهم بالتعبير عن حالة السجون في سوريا، بالا يقولوا أن ما يحدث ليس له مثيل، ودعتهم أن يصبروا حتى يُكشف لهم ما في سجون السعودية من جرائم بكل شفافية ثم يتحدثوا.
وقالت: “روحي تهفو عند معتقلي الرأي في بلادي، مخيف جداً ومرعب أن تكون مقيداً في سجون الطغاة، كيف لهم أن يصمدوا أمام آلات التعذيب والقهر والاهانة، كيف لهم أن ينجو من الأمراض المستديمة، كيف لذواكرهم أن تحذف كل تلك الإساءات الممنهجة؟! لم ولن أنساكم يوما.. يا رب أنكم بخير وتخرجون قريباً ..”.
وأضافت: “أعتقد أن ما نشاهده في سجون بشار الأسد الآن من مآسي ووحشية لا تخطر على بال الأسوياء، سنشاهد مثلها في سجون السعودية، وغيرها في سجون الطغاة عندما تغرغر أنظمة الاستبداد ويُخلع الحكام، مسألة وقت، وسنرى”.
وقال الداعية والمفكر السعودي أحمد السيد: “إذا استنكرتَ مشاهد الظلم في سجون الطاغية بشار الأسد فاعلم أنه يوجد كثير من السجون في دول أخرى غير سوريا، تضمّ بين جدرانها آلاف المظلومين من علماء ودعاة ومصلحين، أمضوا سنوات طويلة فيها ولا يزالون إلى اليوم، ويُحرمون فيها من أدنى الحقوق والمتطلبات.. أَتبَسَّمُ مغتاظاً حين أرى من يستنكر الظلم في سجون سوريا وهو يدافع عن الظلم في بلده.”
وأكد المشرف العام لاتحاد دعاة الحرمين في بريطانيا عماد المبيض، أن “السجون في بلاد الحرمين عالم بذاته، يروي لنا بعض المعتقلين السابقين وبعض ذويهم، الكثير والكثير من الألم والمنع من أبسط حقوق الإنسانية”.