خيبة الإمارات: الاستثمار الكبير في نظام بشار الأسد نتيجته صفر
خيبة الإمارات: الاستثمار الكبير في نظام بشار الأسد نتيجته صفر
يخيم الشعور بالخيبة والغضب على أوساط النظام الإماراتي بعد الاستثمار الكبير في نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد والذي ظهرت نتيجته صفر مع سيطرة قوى المعارضة على العاصمة السورية دمشق وبقية المدن الكرى في البلاد.
وصرح مسؤول غربي كبير يعمل في الشأن السوري لموقع Middle East Eye البريطاني، إن المسئولين الإماراتيين غاضبون بشدة بعد أن استثمروا الكثير في الأسد “لكن أبو ظبي لم تجن منه شيئا”.
وأبرز الموقع أن دول الخليج تتدافع في سوريا مع عودة أشباح الربيع العربي في وقت الإمارات غاضبة من الدعم الأميركي لهيئة تحرير الشام عبر تركيا.
وأشار إلى أن الإمارات التي أمضت سنوات في محاولة سحق الحركات السياسية الإسلامية التي اعتبرتها تهديداً لحكمها تتصالح الآن، وربما تعمل مع حكومة في سوريا برئاسة هيئة تحرير الشام التي تدعمها تركيا المنافسة، وتتقرب من الولايات المتحدة.
وقد فوجئت المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر بما وصفه أحد الدبلوماسيين المصريين بـ “إعادة التسمية السريعة” لهيئة تحرير الشام، وهي المنظمة التابعة لتنظيم القاعدة سابقًا.
كما شعرت الإمارات بالقلق إزاء مناورات الولايات المتحدة لفتح قنوات اتصال خلفية مع هيئة تحرير الشام عبر تركيا، وفقًا لمسؤول غربي كبير.
قبل أن تتولى هيئة تحرير الشام قيادة هجوم سريع للسيطرة على دمشق، كانت الإمارات تتوسط في محادثات بين حكومة بشار الأسد والولايات المتحدة.
وكانت أبوظبي ترغب في إبرام صفقة كبرى للحفاظ على عائلة الأسد في السلطة وتسهيل تخفيف العقوبات الأميركية في مقابل قيام الأسد بإغلاق خطوط إمداد الأسلحة الإيرانية.
وتحمل حالة عدم الثقة المتصاعدة أوجه تشابه مع الفترة التي أعقبت الربيع العربي عام 2011، عندما عارضت السعودية والإمارات المظاهرات الشعبية ضد المستبدين في الشرق الأوسط واتهمتا تركيا وقطر بدعم جماعة الإخوان المسلمين.
وقال آرون لوند، الخبير في الشؤون السورية في شركة سنتشري إنترناشيونال: “إن الحكام الذين يعانون بالفعل من جنون العظمة تجاه الإسلاميين من طراز الإخوان المسلمين سوف يضطرون فجأة إلى التعامل مع شيء يشبه الإخوان المسلمين ولكن بشكل أقوى، وأكثر خطورة ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته”.
ومع انتهاء استراتيجية الإمارات والسعودية لإعادة تأهيل الأسد، يقول المحللون إن دول الخليج ليس لديها خيارات كثيرة سوى التعامل مع هيئة تحرير الشام واستيعاب نفوذ تركيا.
وتشير تصرفات الولايات المتحدة وخطاباتها منذ انهيار حكومة الأسد إلى استعداد الولايات المتحدة للعمل مع هيئة تحرير الشام، على الأقل في الوقت الراهن.
وكانت الإمارات قادت خلال السنوات الأخيرة حراكا سياسيا ودبلوماسيا عربيا ودوليا من أجل العودة للتطبيع مع نظام الأسد وتخفيف عزلته الدولية.
وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2018، والذي تلته زيارة الأسد ووفود حكومية سورية إلى الإمارات في عدة مناسبات وتوقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة.