تقارير

رهان الإمارات على توفير “بيئة آمنة للإسرائيليين” ينهار بشدة

رهان الإمارات على توفير “بيئة آمنة للإسرائيليين” ينهار بشدة

انهار رهان الإمارات على توفير “بيئة آمنة للإسرائيليين” بشدة عقب حادثة قتل الحاخام اليهودي تسفي كوغان الذي تم العثور على جثته بعد أيام على اختفائه.

وأثار الحادث المخاوف الأكبر لدى النظام الإماراتي في أن يعكس “تغييرا في البيئة الأمنية للإسرائيليين” في البلد الخليجي الذي طبع العلاقات رسميا في عام 2020.

ونشر جهاز الأمن القومي الإسرائيلي تنقيحًا للمبادئ التوجيهية وأوصى بتجنب السفر غير الضروري إلى الإمارات في أعقاب مقتل كوغان، قائلا: “قتلت عناصر إرهابية مواطنا إسرائيليا في الإمارات وهناك قلق من أنه لا يزال هناك تهديد ضد الإسرائيليين”.

واختفى تسفي كوغان، الذي عمل في الإمارات لصالح جماعة “حاباد” اليهودية الأرثوذكسية، التي تسعى إلى دعم الحياة اليهودية لآلاف الزوار والمقيمين اليهود في الدولة الخليجية العربية، في دبي الخميس الماضي.

وذكر السياسي الدرزي الإسرائيلي السابق أيوب كرا أن “جثة كوغان عُثر عليها في مدينة العين الإماراتية التي تقع على الحدود مع عُمان، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان قد قُتل هناك أم في مكان آخر، ننتظر أن تنتهي الإمارات من التحقيق”.

ولم تذكر السلطات الإماراتية والإسرائيلية من شارك في القتل ولا الدافع وراءه، بينما قالت وكالة أنباء الإمارات إن وزارة الداخلية تحقق في اختفاء كوغان، لكن وزارة الخارجية لم تعلق.

ونشر أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، على وسائل التواصل الاجتماعي أن الإمارات ستظل “واحة من الاستقرار ومجتمع التسامح والتعايش”، دون الإشارة بشكل مباشر إلى مقتل كوغان.

وقد أعادت السلطات الإسرائيلية إصدار توصيتها ضد جميع السفر غير الضروري إلى الإمارات، وقالت إن الزائرين هناك الآن يجب أن يقللوا من حركتهم ويبقوا في مناطق آمنة ويتجنبوا زيارة الأماكن المرتبطة بـ”إسرائيل” والسكان اليهود.

وقال أعضاء الجالية اليهودية في الإمارات العربية إن “المعابد اليهودية غير الرسمية في دبي أغلقت بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بسبب مخاوف أمنية، وبدلا من ذلك يتجمع اليهود للصلاة في منازلهم”.

ويظل المعبد اليهودي الوحيد المعتمد من الحكومة في الإمارات مفتوحا في أبو ظبي، بينما لا توجد معابد يهودية رسمية في دبي، أكبر مدينة ومركز تجاري.

ولا توجد إحصاءات رسمية عن عدد اليهود أو الإسرائيليين الذين يعيشون في البلاد، لكن تقديرات الجماعات اليهودية تشير إلى أن أعداد الجالية اليهودية تصل إلى عدة آلاف يضاف إليهم عشرات آلاف من الزائرين شهريا.

وكانت آثار كوغان اختفت الخميس الماضي، بعد انقطاع الاتصال به، والاشتباه بتعرضه إما للخطف أو القتل، وسط تحقيقات من السلطات الإماراتية.

وسيطرت حالة صدمة وارتباك في دولة الإمارات إثر اختفاء الحاخام اليهودي بشكل غامض وسط مخاوف من أبوظبي بعلاقة القضية بالتوترات الإقليمية وتضرر صورتها بوصفها الوجهة الأفضل للإسرائيليين في المنطقة.

وتم التعبير عن الارتباك الإماراتي في الإعلان في بيان صدر عن وزارة الخارجية في البلاد أن السلطات تتابع قضية اختفاء الحاخام اليهودي “زفي كوغان”، مع تحاشي ذكر جنسيته الإسرائيلية، والاكتفاء بذكر جنسيته المولدوفية.

وظهر كوغان في صور متنوعة على وسائل الإعلام بعد تداول أنباء اختفائه منها في الإمارات وأخرى بزي جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة لم يتم تحديدها.

وأعلنت الداخلية الإماراتية عن ورود بلاغ من عائلة شخص من الجنسية المولدافية يدعى “زفي كوغان” يفيد بتغيبه وانقطاع الاتصال به منذ يوم الخميس الماضي”. وأن “الأجهزة المختصة بدأت عمليات البحث والتحري”.

وفي رسالة أولية للإسرائيليين ممن يقيمون بالمئات في الإمارات وغيرهم عشرات آلاف يزوروها للسياحة والأعمال، حثت أبوظبي على “استقاء المعلومات من المصادر الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة والأخبار المضللة التي تهدف إلى إثارة البلبلة في المجتمع”.

من جانبه أشار موقع “تايمز أوف إسرائيل”، إلى أن مكتب رئيس الوزراء يذكر الرعايا بأن مجلس الأمن القومي ينصح الإسرائيليين بعدم السفر إلى الإمارات إلا لأسباب ضرورية.

وبحسب بيان رسمي للحكومة الإسرائيلية “توجد في الإمارات أنشطة لعناصر إرهابية تشكل خطرًا حقيقيًا على الإسرائيليين المقيمين أو الزائرين في الدولة (..) وهذا التحذير لا يشمل حالات الترانزيت (الرحلات التي تتضمن توقفًا قصيرًا) في الدولة، ولكن يُوصى بالبقاء ضمن حدود المطار حتى موعد الرحلة التالية”.

من جهتها قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن اختفاء حاخام حركة حباد يثير مخاوف من استهداف مواطنين إسرائيليين خارج إسرائيل.

وبحسب الصحيفة تقوم وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) بالتحقيق في اختفاء الحاخام وأن “الإرهاب” قد يكون له دور في الحادثة. ووفقًا لبيان نادر من الموساد، فإن زفي كوغان، وهو مواطن إسرائيلي-مولدوفي، فُقد بعد ظهر الخميس.

كوغان هو مبعوث من حركة حباد اليهودية الأرثوذكسية المتشددة إلى أبو ظبي، حيث كان يعيش ويعمل. تقدم حباد أبو ظبي خدمات دينية واجتماعية للجالية اليهودية، التي تتكون في الغالب من المغتربين في الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام، كجزء من مهمة عالمية تمتد إلى أكثر من 100 دولة.

وحذرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على مدار العام الماضي مواطنيها من الحد من السفر إلى الخارج وتقليل الإشارات التي تبرز هويتهم الإسرائيلية أو اليهودية، بسبب مخاوف من استهدافهم بالعنف أو الاختطاف وسط التوترات الناتجة عن الحرب المستمرة في غزة لأكثر من عام وامتدادها إلى أنحاء الشرق الأوسط.

ويشار إلى انه في الأسبوع الماضي، تم تعيين يوسي شيلي، المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، رسميًا سفيرًا لإسرائيل في الإمارات التي طبعت علاقاتها علنا مع تل أبيب عام 2002 بعد سنوات من التحالف السري مع النظام في أبوظبي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى