صحيفة بولتيكو الممولة إماراتيا تصعد هجومها على السعودية
صحيفة بولتيكو الممولة إماراتيا تصعد هجومها على السعودية
استنفرت دولة الإمارات أحد أذرعها الإعلامية على النطاق الدولي عبر صحيفة بولتيكو الأميركية لتصعيد الهجوم على المملكة العربية السعودية والتحريض على سياساتها.
يأتي ذلك في ظل ارتفاع المستوى غير المسبوق من الخلافات بين الإمارات والسعودية بفعل صراعهما على النفوذ الإقليمي وانتقاد أبوظبي المملكة في عديد الملفات منها إنتاج النفط والعلاقات الإقليمية والدولية.
وعبرت الإمارات عن غضبها من استضافة السعودية اجتماعا دوليا يبحث أزمة حرب روسيا على أوكرانيا لمحاولة تشويه أي دور للمملكة على الصعيد الدبلوماسي الدولي.
واعتبرت صحيفة بوليتيكو أن اجتماع جدة بشأن الأزمة الأوكرانية يمثل “عرضا مسرحيا للحكومة السعودية، بهدف أن تصوّر نفسها على أنها العقل المدبر الدبلوماسي خلف هذه المحادثات”.
وذهبت الصحيفة حد اعتبار أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “يحاول أن يكون وسيطاً في الحرب الروسية في أوكرانيا بعد أن ظل لسنوات منبوذا على الساحة الدولية”.
وقالت الصحيفة إن السعودية واجهت الرفض عالميًا بعد ان اعتبرت منبوذة في أعقاب القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، لكن ستجدد البلاد أوراق اعتمادها كصانعة سلام عندما تستضيف محادثات بشأن حرب أوكرانيا.
وذكرت أنه في هذا الإطار سيصل العشرات من مستشاري الأمن القومي وكبار المسؤولين الى مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر لحضور والهدف هو الجمع بين بلدان من “الجنوب العالمي”، مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا – بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا – للالتفاف خلف جهود أوكرانيا للتوسط في خطة سلام.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين لم تسميمها في تعقيبهما على اجتماع جدة إنه “عرض مسرحي جديد للرياض التي تصور نفسها على أنها العقل المدبر الدبلوماسي خلف المبادرة”.
وبحسب الصحيفة “تحاول الرياض الآن استعراض قوتها الدبلوماسية بشأن الحرب في أوكرانيا”.
هجوم على الاستثمارات السعودية
في السياق ذاته شنت صحيفة بولتيكو هجوما على استثمارات السعودية الخارجية لاسيما على الصعيد الرياضي بعد استحواذها على رياضة الجولف في الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبرت الصحيفة أن شركة LIV Golf المملوكة للسعودية هي “مخطط خادع” يستهدف تبييض صورة محمد بن سلمان ومحو صورته “كونه المستبد الذي يقف وراء وحشية قتل جمال خاشقجي”.
انتقاد سياسة إنتاج النفط السعودية
بموازاة ذلك لا تزال الإمارات غاضبة من سياسة السعودية في إدارة منظمة أوبك بلس وتخفيض إنتاج النفط على أمل رفع الأسعار، علما أن أبوظبي هددت سابقا بالانسحاب من المنظمة اعتراضا على النهج السعودي.
وكتبت صحيفة بولتيكو أن السعودية “تواطأت مع روسيا بقرارها خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا وبالتالي رفع سعر الغاز لصالح روسيا”.
وقالت “ستؤدي هذه الخطوة المروعة إلى تفاقم التضخم العالمي، وتقويض الجهود الناجحة في الولايات المتحدة لخفض أسعار الغاز، والمساعدة في تأجيج غزو موسكو غير المبرر لأوكرانيا”.
وأضافت” كان القرار السعودي بمثابة ضربة موجعة للولايات المتحدة، لكن لدى واشنطن أيضًا طريقة للرد: يمكنها على الفور إيقاف النقل الهائل لتكنولوجيا الحرب الأمريكية إلى أيدي السعوديين المتحمسين”.
ورات الصحيفة في خطاب تحريضي ضد السعودية أنه “لا ينبغي لأمريكا أن توفر مثل هذه السيطرة غير المحدودة على أنظمة الدفاع الاستراتيجية لحليف واضح لعدونا الأكبر – فلاديمير بوتين المبتز للقنابل النووية”.
بل أنها اقترحت تشريعا أمريكيا من شأنه أن يوقف على الفور جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية وضرورة أن يحظى ذلك بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ومؤخرا رجحت تقديرات دولية بأن دولة الإمارات في طريقها إلى عداء مفتوح مع المملكة العربية السعودية بعد التقارير المتواترة عن صراعات وقطيعة في العلاقات بين قيادتي البلدين.
وأبرزت صحيفة The Telegraph البريطانية التقارير المتتالية عن خلاف مرير بين قادة السعودية والإمارات “مما أثار مخاوف من أن يتحول التنافس بينهما إلى عداء مفتوح”.
ونشرت الصحيفة تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط جيمس روثويل، بعنوان “من رحلات التخييم إلى برود العلاقة، فما سبب الخلاف بين أقوى صديقين في الشرق الأوسط”.
وجاء في التقرير أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لم يتحدث مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان منذ ستة أشهر، على الرغم من الصداقة القوية التي نشأت بينهما منذ سبع سنوات، وشهدت تخييما وصيدا بالصقور في الصحراء.
ولفت إلى أن تقريرا إعلاميا أمريكيا، كشف هذا الأسبوع، عن تفجر خلاف مرير بين قادة المملكة والإمارات، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، ما أثار مخاوف من أن يتحول التنافس بينهما إلى عداء معلن.
وذكر التقرير أن ولي العهد السعودي هدد بفرض حصار، كالذي فرض على قطر، على الإمارات خلال إحاطة غير رسمية مع المراسلين السعوديين في ديسمبر/ كانون الأول، محذراً “سيرون ما يمكنني فعله”.
وبحسب صحيفة The Telegraph فإنه على الرغم من سعي المسؤولين السعوديين والإماراتيين إلى التقليل من التفاصيل المثيرة في التقرير والإصرار على أن العلاقات بين البلدين قوية، شدد مصدر مقرب من القيادة السعودية على أن التنافس بين الحلفاء المقربين ليس بالأمر الجديد، مشيرا إلى الشراكة العاصفة أحيانا بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ونقل التقرير تصريحا لمسؤول أمريكي رفيع لصحيفة وول ستريت جورنال، قال فيه “هذان شخصان طموحان للغاية يريدان أن يكونا لاعبين رئيسيين في المنطقة”، مضيفا إن ” الخلاف بينهما ليس من المفيد لنا”.
ويوضح التقرير أن التقديرات الدولية تشير إلى أن كلا محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يتنافسان لملء فراغ السلطة في الشرق الأوسط الذي خلقته إدارة بايدن.
ونقل التقرير عن السير جون جنكينز، سفير المملكة المتحدة السابق في المملكة العربية السعودية، قوله إنه ليس من المستغرب أن تحتدم الخصومة، لكن هذا لن يؤدي بالضرورة إلى انفجار كبير بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد”.
وأضاف “يريد محمد بن سلمان تحويل المملكة في بعض النواحي إلى نسخة فائقة الأفضلية من الإمارات العربية المتحدة، وهذا التكامل يبدو الآن وكأنه منافسة، يمكن إدارتها – طالما أن الجانبين مستعدين لتقديم تنازلات “.
ومؤخرا تصدر وسم #الامارات_طعنتنا_بالظهر الترند في السعودية ودول الخليج لإبراز غدر أبوظبي بالرياض وانهاء التحالف المزعوم بين البلدين الذي تم الترويج له على مدار سنوات.
وتصدر الحديث عن تصاعد الخلافات بين الإمارات والسعودية منصات التواصل الاجتماعي وسط إجماع من المغردين على أن أبوظبي لا تؤتمن ولا يمكن اعتبارها حليفا لأي دولة عربية أو إسلامية.
وجاء ذلك بعد أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن خفايا تصاعد العداء بين الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ظل تنافس إقليمي غير مسبوق بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن محمد بن سلمان جميع الصحفيين المحليين في الرياض لحضور إحاطة نادرة غير رسمية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ووجه فيها رسالة مذهلة وقال إن الإمارات، حليف بلاده منذ عقود، “طعنتنا في الظهر”.
وقال محمد بن سلمان للمجموعة أيضا “سيرون ما يمكنني فعله” وفقًا للأشخاص الذين حضروا الاجتماع.
بحسب الصحيفة اندلع الخلاف بين محمد بن سلمان البالغ من العمر 37 عامًا و”معلمه السابق” محمد بن زايد مما يعكس التنافس على القوة الجيوسياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وأسواق النفط العالمية.
الرجلان اللذان أمضيا ما يقرب من عقد من الزمن في التسلق إلى قمة العالم العربي، يتنازعان الآن بشأن من هو صاحب القرار في الشرق الأوسط حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا متضائلًا.
قال مسؤولون أمريكيون إنهم قلقون من أن التنافس الخليجي قد يجعل من الصعب إنشاء تحالف أمني موحد لمواجهة إيران وإنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في اليمن وتوسيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول الإسلامية.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: “هذان شخصان طموحان للغاية ويريدان أن يكونا لاعبين رئيسيين في المنطقة واللاعبين الرئيسيين الوحيدين”.
وأضاف المسئول “على مستوى ما لا يزالان يتعاونان، ولكن حاليا لا يبدو أي منهما مرتاحًا لوجود الآخر على نفس المستوى من الأهمية وبشكل عام ليس من المفيد لنا أن يكونوا في صراع مع بعضهما البعض”.
في مرحلة ما كانا قريبين من بعضهما البعض، لكن الرجلان الان، السعودي المعروف بـ MBS والاماراتي المعروف بـ MBZ لم يتحدثا معا منذ أكثر منذ أكثر من ستة أشهر، كما قال أشخاص مقربون منهما، وامتدت نزاعاتهما الخاصة إلى العلن.
لدولة الإمارات والمملكة مصالح متباينة في اليمن قوضت الجهود لإنهاء الصراع في ذلك البلد، كما تشعر الامارات بالإحباط من الضغط السعودي لرفع الأسعار العالمية للنفط مما يخلق انقسامات جديدة في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، كما يتزايد التنافس الاقتصادي بين البلدين.
كجزء من خطط محمد بن سلمان لإنهاء الاعتماد الاقتصادي للمملكة على النفط، فإنه يدفع الشركات إلى نقل مقارها الإقليمية الواقعة في دبي، وهي مدينة عالمية يفضلها الغربيون، إلى العاصمة السعودية الرياض.
كما أنه يطلق خططًا لإنشاء مراكز تقنية وجذب المزيد من السياح وتطوير محاور لوجستية من شأنها أن تنافس مكانة الإمارات كمركز للتجارة في الشرق الأوسط.
في مارس، أعلن محمد بن سلمان عن شركة طيران وطنية ثانية تنافس طيران الإمارات ذات التصنيف عالي المستوى.
في عالم القوة الناعمة، قام السعوديون في عام 2021 بشراء نادي كرة القدم الإنجليزي نيوكاسل، والاستثمار في لاعبي النجوم العالميين، في نفس الوقت الذي حصل فيه مانشستر سيتي – المملوك لعضو بارز في العائلة الحاكمة في أبو ظبي – على ألقاب كرة القدم الإنجليزية والأوروبية.
شعر الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، بالغضب من فكرة ان محمد بن سلمان قادر على اخذ مكانه ويعتقد المسؤولون أن بعض الزلات السعودية الخطيرة قد ارتكبت في هذا المجال، وفقا لمسؤولين خليجيين.
في تصريحات منفصلة ردا على صحيفة وول ستريت جورنال الإماراتية قال مسؤول تحدث نيابة عن الحكومة إن المزاعم بشأن العلاقات المتوترة “خاطئة بشكل قاطع وتفتقر إلى اساس”، ووصف مسؤول سعودي الفكرة بأنها “ببساطة غير دقيقة”.
وقال المسؤول الإماراتي “دولة الإمارات شريك إقليمي وثيق للمملكة وسياساتنا تتلاقى بشأن مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وأضاف المسؤول أن البلدين يعملان مع دول الخليج المجاورة الأخرى على التنسيق السياسي والأمني والاقتصادي.
وادعى المسؤول الاماراتي إن “شراكة بلاده الاستراتيجية مع السعودية تقوم على نفس الأهداف والرؤية للازدهار الإقليمي والأمن والاستقرار”.
في ديسمبر / كانون الأول، بعد تصاعد الخلافات بشأن سياسة اليمن وقيود أوبك، دعا محمد بن سلمان إلى الاجتماع مع الصحفيين.
وقال الزعيم السعودي إنه أرسل إلى الإمارات قائمة المطالب، وفق مصادر كانت هناك، وحذر محمد بن سلمان من أنه إذا لم تتماشى الدولة الخليجية الأصغر مع الصف، فإن المملكة مستعدة لاتخاذ خطوات عقابية، مثلما فعلت ضد قطر في عام 2017، عندما قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية لأكثر من ثلاث سنوات وقامت بمقاطعة الدوحة اقتصاديا، بمساعدة من أبو ظبي.
وقال محمد بن سلمان للصحفيين “سيكون الأمر أسوأ مما فعلته بقطر”.
منذ اجتماع ديسمبر/كانون الأول، اتخذ محمد بن سلمان سلسلة من التحركات الدبلوماسية وأنهى عزلته السياسية الناجمة عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 على يد فريق سعودي حيث لجأ إلى الصين للمساعدة في استعادة علاقات السعودية مع إيران.
ثم دبر عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهي عملية بدأت بها الإمارات قبل سنوات عدة بعد ان تم طرد دمشق في عام 2011 من الجامعة إثر حملة القمع الوحشية التي شنها الرئيس بشار الأسد على المدنيين السوريين المتظاهرين من أجل التغيير.
كما يجري محمد بن سلمان محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الاعتراف رسميًا بإسرائيل، وهو ما قامت به الإمارات في 2020.
كذلك يقود محمد بن سلمان الجهود الدبلوماسية لقمع العنف في السودان، حيث تدعم الإمارات طرفا منافسا.
وفي محاولة لتخفيف التوترات، تبادلت المملكة والإمارات البيانات التي تحدد نقاط الشكوى ومطالبهما بالتغيير، وفقًا لمسؤولين من كلا البلدين.
وفي رد واضح على الشكاوى السعودية، حذر محمد بن زايد سرا الأمير السعودي في أواخر العام الماضي من أن أفعاله تقوض العلاقات بين البلدين.
وقال مسؤولون خليجيون إن محمد بن زايد اتهم ولي العهد السعودي بالاقتراب الشديد من روسيا بسياساتها النفطية واتباع خطوات محفوفة بالمخاطر، مثل الاتفاق الدبلوماسي مع إيران، دون التشاور مع أبوظبي.
وغاب محمد بن زايد عن قمة عربية دعا فيها محمد بن سلمان الزعيم الصيني شي جين بينغ إلى الرياض، ولم يظهر خلال جلسة تصويت في جامعة الدول العربية في مايو للسماح لسوريا بالعودة إلى المجموعة.
كان محمد بن سلمان نفسه غائبًا عندما التقى محمد بن زايد بالقادة العرب في قمة إقليمية رُتبت على عجل في الإمارات في يناير.
وتقول دينا اسفندياري كبيرة مستشاري برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لمجموعة الأزمات الدولية: “التوترات تتصاعد بينهما، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن محمد بن سلمان يريد الخروج من ظل محمد بن زايد” مضيفة لقد أصبحا أكثر ثقة وحزمًا في سياستهما الخارجية”.
المصدر: إمارات لي