تقارير

مرتزقة الإمارات في خدمة الترويج للتطبيع وفرضه عربيا

مرتزقة الإمارات في خدمة الترويج للتطبيع وفرضه عربيا

تمول الإمارات شبكات من المرتزقة تعمل في خدمة مشروع الترويج لمشروع التطبيع مع إسرائيل وفرضه على الدول العربية والإسلامية بما في ذلك الجاليات في أوروبا.

وتعمل تلك الشبكات على استغلال الأزمات الاقتصادية والسياسية في الدول العربية بغرض فرض التطبيع ومن تلك الدول تونس بعد دعم أبوظبي انقلاب رئيس الجمهورية قيس سعيد.

ففي ظل الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة في تونس، تنشط قوى محلية وإقليمية ودولية في إعداد الارضية لمسار تطبيع بين تونس وإسرائيل كشرط لإخراج البلاد من حالة الافلاس التي بدأت تلوح في الأفق.

وتأتي هذه الجهود تحت غطاء تخفيف طوق القيود الدولية التي تحاصر النظام التونسي الحالي بعد انقلاب 25 يوليو الماضي وتمنع عنه الدعم الخارجي والحد الأدنى من التمويل لدفع الرواتب حتى ينصاع لشروط سياسية وإصلاحات اقتصادية محددة من صندوق النقد الدولي.

من أبرز الناشطين في مجال التخطيط لإنجاح مسار التطبيع في تونس رجل الأعمال التونسي/الفرنسي العياشي العجرودي، الذي يدعى أنه على رأس “امبراطورية مالية استثمارية كبيرة” وظهرت عليه في العشر سنوات الماضية مظاهر ثراء كبيرة.

ووردت معطيات متواترة عن تنقل العجرودي إلى تل أبيب خلال الأشهر الماضية ومقابلته لعدد من الشخصيات الاسرائيلية الرسمية، وشخصيات يهودية نافذة في أوروبا وأمريكا.

وذلك بغرض عرض خدماته في دعم مسار التطبيع والاعداد السياسي والاعلامي لتمريره وفرضه كأمر واقع على السلطة السياسية الهشة والمحاصرة، رغم شعارات رفض التطبيع التي سبق أن رفعها الرئيس قيس سعيد وساهمت في انتصاره الساحق بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، ورغم الارتباط الشعبي المتوارث جيلا بعد جيل بالقضية الفلسطينية.

والعياشي العجرودي، المتعود بالسمسرة وقبض الثمن في كل حركاته وسكناته، واللاهث دائما وراء الأضواء والمناصب، يشترط مقابل جهوده في توفير مناخات تمرير المشروع التطبيعي دعم اللوبي الصهيوني النافذ فرنسيا وأوروبيا وأمريكيا له في طموحاته لتولي رئاسة الجمهورية في تونس.

وكان العياشي العجرودي، أصيل مدينة قابس جنوب تونس، قد خاض تجربة سياسية فاشلة بعد استقراره في تونس إثر ثورة الياسمين عام 2011.

إذ أنه أسس عام 2013 حزبا أسماه “حركة التونسي للحرية والكرامة” انهار بسرعة، وأعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2014 قبل أن ينسحب من السباق. واشترى بغرض التأثير على المشهد قناة اعلامية اسمها “قناة الجنوبية”.

كما ترأس نوادي رياضية صغيرة وسعى لترأس نوادي كبيرة وفشل في ذلك. وهو الآن يفعل نفس الشيء في فرنسا حيث ادعى نيته لشراء نادي اولمبيك مرسيليا الشهير، وقال إنه سيكون “مسنودا في عملية الشراء برجال أعمال إماراتيين وبحرينيين وإسرائيليين”، قبل أن يتم تكذيبه وإعلان مقاضاته من طرف إدارة النادي.

كما أعلن أخيرا نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وقد تم اتهام “قناة الجنوبية” التابعة للعياشي العجرودي قبل سنتين بممارسة التطبيع، عبر تخصيص برنامج ديني يومي طيلة شهر رمضان للإمام الفرنسي من أصول تونسية حسن الشلغومي، المعروف بزياراته المتكررة لإسرائيل ودعمه للجيش الإسرئيلي ودعمه كذلك لليمين المتطرف الفرنسي.

وصدر آنذاك بيان لنقابة الصحفيين يتضمن استنكارا وتنديدا واتهامات لقناة العجرودي “بتنفيذ أجندات تخدم إسرائيل.

وكان الشلغومي قد صرح لجريدة “ليكيب” الرياضية الفرنسية، بمناسبة الجدل حول ترشحه المتحصل والفاشل لإدارة النادي العريق اولمبيك مرسيليا عن علاقته بالشلغومي “هو مثلي يعارض الإسلام الراديكالي، ويدافع عن إسلام متسامح، والمساواة بين الجنسين، بالإضافة لكونه يساعدني ماديا في تنفيذ عدد من الأنشطة الدينية وحفلات العشاء مع الحاخامات وموائد الافطار”.

ما يقوم به اليوم العياشي العجرودي من اتصالات بغرض التمكين لمشروع التطبيع، يتم بالتوازي مع اتصالات مع جهات تونسية أخرى، لمحاولة استغلال هشاشة وضع الرئيس قيس سعيد واستفراده بالقرار وسهولة ابتزازه واختراق محيطه من أجل تمرير التطبيع كخيار أمر واقع.

وذلك للتخفيف من الأزمة الاقتصادية وضمان بقائه في الحكم دون الاضطرار للعودة الى الوراء عن اجراءاته الاستثنائية ونواياه في تحوير الدستور وتغيير النظام السياسي واقصاء معارضيه عبر القضاء وعبر آليات الاستفتاء والاقتراع التي ينوي ابتداعها. ولعل الهدف من الضغوطات الاقتصادية الراهنة وسد كل أبواب الدعم المالي والاقراض بما في ذلك من طرف الدول الخليجية التي دعمت الانقلاب وشجعت عليه، هو خنق البلاد والتنكيل بالمواطنين قبل أن يتم تقديم التطبيع كمفتاح لفتح أبواب الدعم وتحسين الظروف ودفع الرواتب وتخفيض الأسعار.

المصدر: Emirates Leaks

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى