مصير مظلم.. مستشار لإبن نايف يبشر السعوديين بأحد أمرين أحلاهما مر.. هل هو مشروع “ماكس سينجر”؟؟

مصير مظلم.. مستشار لإبن نايف يبشر السعوديين بأحد أمرين أحلاهما مر.. هل هو مشروع “ماكس سينجر”؟؟
كشف حساب “رجل دولة” الشهير في المملكة العربية السعودية أنه يجري العمل حاليا على إعادة رسم خارطة المنطقة دون استثناء المملكة من التخطيط الجديد.
وأكد “رجل دولة” في تغريده على حسابه بتويتر وهو الحساب السابق لـ “مستشار ابن نايف” أن “السعودية مُقبلة على أحد أمرين إما أنه سيتم تقسيمها أو أنه سيتم إبقاؤها كدولة ضعيفة، يؤخذ نفطها ثم تُترك”.
وأوضح أن هذا سيكون “في الحقيقة نتاج تراكم الأخطاء في السياسة الخارجية للسعودية، وكذلك هو نتاج أخذ السعودية لدور الدولة التنفيذية التي تتلقى الأوامر وتنفذها.
إعادة رسم خارطة المنطقة لن يستثني السعودية،فالمؤكد أنها مُقبلة على أحد أمرين؛إما أنه سيتم تقسيمها أو أنه سيتم إبقاؤها كدولة ضعيفة،يؤخذ نفطها ثم تُترك،وهذا في الحقيقة نتاج تراكم الأخطاء في السياسة الخارجية،كذلك هو نتاج أخذ السعودية لدور الدولة التنفيذية التي تتلقى الأوامر وتنفذها.
— رجل دولة (@Stateman_KSA) August 24, 2021
خطرٌ مقبل يبدو معه ” التقسيم” الآتي لا محالة أخف صوره و الذي يعيدنا إلى المشروع الذي تقدم به “ماكس سينجر” مؤسس معهد “هدسون” منذ سنوات للمسؤولين في وزارة الحرب الأميركية حول رؤيته لتقسيم السعودية والتي تمحورت ضمن عدة أهداف منها إقامة جمهورية إسلامية شرق البلاد تضم حقول البترول فقط، مع الإبقاء على حكومة ملكية في باقي السعودية يحكمها” الأمراء الشباب الذين يحظون بدعم أميركي”، على أن تكون هذه الحكومة الملكية عرضة للسقوط بعد وقف الدعم عنها.
وتؤشر بعض الأحاديث والتحليلات التي بدأت تخرج إلى العلن من مراكز الأبحاث والدراسات في أميركا، أنّ هناك فعلاً مشروعاً أميركياً جديداً بدأ برسم سياسات جديدة للتعامل مع الملف السعودي، تحولت اليوم الى دعوات صريحة من داخل دوائر صنع القرار الأميركي تدعو إلى اختيار الوقت المناسب للانقضاض على السعودية التي من المتوقع، حسب الرؤية الأميركية والبريطانية ، أن تصبح أكثر ضعفاً وهشاشة، بفعل عاملين اساسيين هما حرب اليمن و السياسة الداخلية الرعناء التي ينتهجها “محمد بن سلمان ” .. والمطلوب هو تقسيمها إلى دويلات طائفية وديموغرافية .
أولا، بما يتعلق بالمغامرات الاقليمية التي قام بها سلمان ولا زال, سيما حرب اليمن، ستخرج السعودية أضعف من هذه الحرب التي تستنزف مواردها يوميا و التي أدت الى تصدع بنيان أمنها القومي، فاليوم، هناك أراض سعودية تحت سيطرة الحوثيين، كما أن الصواريخ اليمنية دقت ابواب العاصمة الرياض و في معايير قدرة الدول هذا كله يعد مؤشر ضعف لا مؤشر قوة، و سيأتي اليوم الذي يستخدم فيه الأمريكيون عصا العقوبات ومجلس الأمن ضد ابن سلمان مستخدمين ذريعة الانتهاكات التي تقوم بها السعودية ضد حقوق الانسان في اليمن.
ثانيا والأهم، في ملف السياسة الرعناء التي ينتهجها ولي العهد الجديد في الداخل، تتواتر الأخبار الواردة من قلب المجتمع السعودي عن حالة الاحتقان والغضب الشديد التي تولدها هذه السياسة الاقتصادية و الاجتماعية، الفقر بات منتشرا الى حد لا يوصف، البطالة تعد السمة الأبرز للشباب، والتسول يملأ شوارع المملكة، فيما ابن سلمان مشغول بمشاريع “غريبة عجيبة” كمشروع “نيوم ” الذي يبدد مقدرات الشعب الذي لا يسكته سوى الخوف من أتباع النظام و مرتزقته.
و تتضح معالم خشية النظام السعودي من ثورة مرتقبة قيام ابن سلمان باصدار أوامر ملكية باسم والده الملك بتجنيس ابناء القبائل الذين لا يحملون الجنسية السعودية بالاضافة الى الوافدين ضمن شروط معينة تُكسب النظام الحاكم أرضية جديدة من الولاءات فقدها بقراراته الأخيرة التي اقصت أبناء القبائل والمقربين بقطع المساعدات والمخصصات التي كانوا يحظون بها من الأمراء المقربين من القصر الملكي بحيث كانوا يشكلون الضمانة لأي دارة جديدة تحكم المملكة من أبناء عبد العزيز.
لقد بات المواطن السعودي في عهد ابن سلمان وبفعل سياساته مواطنا مخنوقا يحاصره غلاء المعيشة من جانب والضرائب الثقيلة من جانب آخر، ففاتورة الكهرباء اصبحت مضاعفة، و الدعم رفع عن المحروقات، والقيمة المضافة باتت تشمل معظم السلع الاساسية ثم جاءت الفاتورة المجمعة لتقضي على آخر آمال هذا المواطن السعودي بعيش كريم في وطنه له ولأبنائه في وقت يزداد ابن سلمان خاصة ثراء و ترفا و مكاسب، بالاضافة الى الغاء ضمان الشيخوخة و فرض الرسوم الجديدة على الوافدين فوق رسوم الاقامات, و لا يظنن أي عاقل أن هذا الوضع قابل للاستمرار و أن هذا البركان المتأجج سيبقى خامدا الى الأبد.
وحتى السلطة الدينية في البلاد، و المتضررة بدورها من أفعال و سياسات ابن سلمان، فانها تبدو كمن “أسقط بيده”، فلا هي قادرة على تحمل الوضع المزري و محاولات ولي العهد تهميشها والحد من سلطتها، و ترى نفسها في نفس الوقت عاجزة عن اباحة ” القيام” ضده لاعتبارات تتعلق بالضامنة التي شكلتها للنظام عبر فتاويها التي تحرم ” الخروج على ولي الأمر” ، حيث أن أي تبديل في هذه الفتوى هدف تأمين غطاء ديني للثورة سيجعل كبير المشايخ في المملكة ” عبد العزيز آل الشيخ” يبدو بمظهر الخائن للشريعة في نظر عدد كبير من تلامذته “المشايخ” المنضوين تحت جناح السلطة الدينية الرسمية في الدولة فلا هو بقادر على التمرد ولا الافتاء بشرعية التغييرات الجديدة التي تطال المجتمع السعودي بكافة أطيافه, الا أن هذا لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن ينفي حالة الحنق في أوساط المجتمع السعودي على “ابن سلمان” و سياساته ، حالة بات يدركها ابن سلمان نفسه وهو الذي يحاول اغراق الشباب بجو من الانفتاح السلبي عبر الحفلات الماجنة وما يسميه “الترفيه”، كما باتت تدركها أمريكا و بريطانيا التي دفعت ابن سلمان الى هذا الطريق عبر تشجيعه و حثه على هذه السياسة و تزيين تلك الاجراءات في عينه ليزداد الغضب الشعبي وتصبح الأرضية المجتمعية في السعودية على صفيح ساخن قابل للانفجار والتفكك حين ترى أميركا وبريطانيا أنه قد حان الوقت لذلك.
كما أن سياسات ابن سلمان في التعامل مع الأمراء قد ضرب ركنا أساسيا من اركان وحدة الدولة دام لأكثر من 80 سنة و قضى عليه ابن سلمان في ثلاثة أشهر، فلطالما كان تكاتف”العائلة” ووحدتها و توافقها على اقتسام النفوذ والثروات و المناصب أمرا حيويا لاستمرارية هذا الكيان كما خطط له الملك عبد العزيز ولكن اليوم يعم الحقد أوساط الأمراء، حقد أشعلته طريقة صعود ابن سلمان “المريبة” الى سدة ولاية العهد، و أذكت ناره مساعي اختزال عوامل القوة والسلطة في يد “سلالة سلمان”، ثم أججته الى حده الأقصى اليوم ممارسات ابن سلمان في أقصاء أبناء الملوك السابقين الى حد أنه لم يكتف بسلبهم نفوذهم بل فرض عليهم الاقامة الجبرية وصادر أموالهم وجعلهم في درجة شبيهة بالمواطن العادي بل أقل.
وبالتزامن مع هذه التطورات والمتغيرات والخطط التي تحاك للسعودية ، بدأت تطفو إلى السطح زيادة ملحوظة في حجم الانتقادات في الغرب لدور السعودية في تمويل الجماعات المتطرفة، والدليل هنا ما جاء في مقال للكاتب ريتشارد نورتن تايلور انتقد فيه بيع السلاح البريطاني لـ”إسرائيل” والسعودية، معتبراً أنّ المملكة تصدّر ما وصفه بـ”المذهب الوهابي وهو أكثر المذاهب معاداة للتسامح”، رابطاً بين ممارسات الحركة الوهابية في السابق وتدمير جماعة “داعش” للأضرحة في العراق.
كل هذا لم يغير حتى الآن في رؤية النظام السعودي لطبيعة تعامله مع معظم ملفات المنطقة وملفات الداخل السعودي كذلك، فتصرفات ومغامرات النظام السعودي تظهر أنه لم يدرك حتى الآن حجم مخاطر المشروع الأميركي الذي يستهدف السعودية، هذا المشروع الذي بدأ بدفع السعودية إلى الانزلاق نحو مستنقعات سترهق السعوديون وتزيد من تفكك بنية المجتمع السعودي، وهو يهدف إلى توفير المناخ الخصب لتنفيذ فصول المشروع الأميركي – البريطاني التقسيمي في السعودية، فقد نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية،تقريرآ موسعآ حول تقييمها لمستقبل المنطقة وخصت فيه بشكل عام مستقبل الدولة السعودية ،والذي أشار إلى “أنّ جميع صانعي الخرائط الأنغلوسكسونيين يتفقون فيما يخصّ السعودية على أنّ المملكة يجب ألا تبقى موحدة”.
وأضافت الصحيفة إلى “أنّ السعودية تأمل أن تسقط سورية، لأنّ سقوطها يعني بالنسبة إليها هزيمة إيران، عندئذ يمكن أن تصبح السعودية دولة إقليمية كبرى، لكنّ هذا الهدف بات بعيد المنال”، مشيرة إلى “أنّ النهج الذي تتبعه السلطات السعودية يمكن أن يحمل إليها مفاجآت كارثية”، مؤكدة “أنّ حالة الفوضى سوف تضرب السعودية وذلك بسبب أفعال القمع التي تنفذها السلطات وتفشي الفساد والاعتقالات الجماعية.”
والعجيب أن رائدي ملفات التقسيم هذه هم أصدقاء وحلفاء النظام السعودي، صنّاع القرار الأميركي، وهم من يدرسون الخطط على الأرض ويتنبأون بالنتائج ثم ينفذون مخطط عملياتهم، وهذا ما أكدت عليه أيضآ مجلة “فانيتي فير” الأميركية، وقالت إنّ كلاً من المستشار في “معهد واشنطن” دينيس روس والمؤرخ الأميركي دايفيد فرومكين والباحثان الأميركيان كينيث بولاك ودانييل بايمان تحدثوا وفي شكل علني عن وجوب تقسيم السعودية، ويشاركهم في كل هذا بالطبع كلّ من المسيحيان المتصهينان برنارد لويس ونوح فيلدمان، فهذان الشخصان هما جزء من اللوبي “المسيحي المتصهين” الموجود في أميركا وهما أيضاً جزء من راسمي السياسة التقسيمية للمنطقة العربية والإقليم الذين تطلق عليهم تسمية “صانعي الخرائط الأنغلوسكسونيين”.
لازال الحديث الأخير الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لصحيفة”نيويورك تايمز” حاضرا في الأذهان والذي قال فيه “إنّ أكبر خطر يتهدّد دول الخليج ليس التعرض لهجوم من إيران، وإنما السخط داخل بلادهم، بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين عن العمل والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم”، فهل سيستفيق السعوديون قبل وقوعهم فريسة سهلة للمشاريع الصهيو – أميركية التدميرية في المنطقة؟؟.
المصدر: الواقع السعودي