تقارير

المؤيدون لـ”إسرائيل” بأوامر من أبوظبي يتعرضون لفضيحة في مواقع التواصل الاجتماعي

خاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث

لم يكتف الإمارات وحكامها أن يجعلوا أنفسهم عرَّابين التطبيع في المنطقة، إنما يريدون تجاوز ذلك والانتقال إلى مراحل أبعد، ليصلوا إلى مرحلة التأثير على الرأي العام العربي والإسلامي، وجعله يتقبل فكرة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهي فكرة لم يستطيع أي حاكم عربي مُطبع من النجاح بالوصول إليها، بل أنهم لم يفكروا فيها من قبل، وفشلوا جميعًا في تطويع الشعوب العربية والإسلامية وجعلها تقبل بفكرة التطبيع مع مغتصب للأرض الفلسطينية، لكن حكام الإمارات، يشعرون بثقة كبيرة خادعة، من أنهم قادرين ليس على اتخاذ خطوة التطبيع على مستوى الحكام فقط، إنما يريدون أن يرتقوا بها لتكون على مستوى الشعوب.

حكام الإمارات يستغلون الناشطين في الترويج للتطبيع

وعلى هذا الأساس، بدأ حكام الإمارات ومن خلال استخدام اجهزتهم الأمنية والإعلامية، بالتأثير على توجهات مواطني المنطقة الخليجية والعربية، من خلال السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي لها أكبر الأثر في إدارة الوعي الجمعي للشعوب وفق أخر الدراسات، وقامت بمحاولات جادة لشراء ذمم الكثير من المغردين الشهيرين وكذلك صانعي المحتوى على اليوتيوب، للترويج لفكرة التطبيع و”حكمة” نظام الإمارات في خطوته على التطبيع مع الكيان الصهيوني. ومن لم يستجيب لهم من هؤلاء المشاهير، فقد اعتمدت على أساليب استخباراتية أخرى لا أخلاقية للضغط عليهم وتجنيدهم لصالحها. وفي حال تمنعهم أيضًا، فهم لا يتورعون عن تسقيطهم أمام متابعيهم أو التخلص منهم إذا كانوا تحت سيادتها من خلال الزج بهم في السجون أو حتى التصفية الجسدية في ظروف غامضة.

وإذا كان ذلك ما تستعمله الإمارات ضد مواطنيها أو ضد مواطني بعض الدول الخليجية التي تمتلك تأثيرًا عليها، ترى اليوم إن الأمر قد تعدى ذلك، إلى قيام الإمارات بالتجسس على مواطني الدول الأخرى في هوس غريب من عالم التجسس، تريد من خلاله أن تصل عيونها إلى الجميع.

وبحسب تقاريرٍ نشرتها صُحف عالمية، تقول أن الإمارات لمعت في عالم الجاسوسية، حتى كادت تصبح سيدة التجسس الإلكتروني في المنطقة. وفي محاولاتها للتجسس على المقيمين في الإمارات أو الزائرين لها، أطلقت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية الإماراتية، مبادرة جديدة للترحيب بزوار الدولة، تتضمن تقديم شريحة جوال مجانية لكل زائر، فيها مكالمات مجانية وإمكانية الوصول لشبكة الإنترنت من دون مقابل، والحقيقة إن هذه الحركة، تعتبر أداة ممتازة للمراقبة والتتبع ضمن نظام الإمارات التجسسي على كل فرد. كما قام جهاز أمن الدولة الإماراتي، بإلزام كافة الفنادق، بتركيب الكاميرات في غرف نوم الفنادق، لغرض التجسس على المقيمين ومتابعة نشاطاتهم. فيا ترى لماذا هذا الهوس المبالغ فيه من قبل النظام الإماراتي بعالم الجاسوسية.

أغلب الباحثين في الشأن الإماراتي يجزمون، إن السبب وراء ذلك، هو محاولة النظام الإماراتي السيطرة على إدارة الوعي الجمعي لشعوب المنطقة، وامتلاك أدوات التأثير عليها بشكل قوي، خدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة، بل يمكن القول دون شك، بأن النظام الإماراتي، هو الذراع الصهيونية الفاعلة والقوية في المنطقة العربية.

سعوديون يفضحون المؤيدين للكيان الصهيوني بأوامر أبوظبي

وبعد أن قطع النظام الإماراتي شوطًا طويلًا في محاولته لتجنيد الفاعلين المهمين في الرأي العام العربي في المنطقة، من خلال كل الأساليب القذرة أو أساليب الإغراء، بدأت تتحول إلى مرحلة الاستفادة من عمليات التجنيد الذي قامت به منذ سنوات، وفي حرب الاحتلال الصهيوني على الفلسطينيين مؤخرًا، استطاعت الإمارات أن تُفعّل كل أدواتها ومُجنديها من الناشطين على مواقع التواصل، لبث سمومها في الدعاية المضادة للنضال الفلسطيني واتهامهم بالإرهاب، وبالمقابل، تصوير الكيان الصهيوني بأنه دولة محبة للسلام وتتعرض للإرهاب الفلسطيني.

هذا ما قام بفضحه نشطاء ومغردون سعوديون بارزون، من خلال تنظيم حملة هدفها تسليط الضوء على حقيقة المؤيدين للكيان الإسرائيلي من المجندين السعوديين، وبأوامر من أبوظبي عبر حملة اسموها #ذهب_للإمارات.

وقام نشطاء وإعلاميين سعوديين خليجيين بتبني حملة سعودية لفضح المغردين الذين يتبنون مواقف مناهضة لفلسطين ومؤيدة لإسرائيل بتعليمات من الإمارات، أوضحوا فيها، أن هؤلاء سقطوا في مستنقع الابتزاز الإماراتي بعد أن قامت الإمارات بالاستفادة من سجلها التجسسي على هؤلاء الناشطين، وتسجيل مقاطع فيديو لهم في أوضاع مخلة في فنادق أبوظبي ودبي.

وفي هذا السياق، كشفت حسابات خليجية شهيرة، تفاصيل صادمة لأساليب النظام الإماراتي في إسقاط سياسيين وإعلاميين عرب في وحل التجسس عبر الابتزاز.

وأوضحت تلك الحسابات، كيف يتم وضع الكاميرات في فنادق وحمامات ابوظبي ودبي وكيف يتم ابتزاز كل سياسي واعلامي زائر للعمل مع النظام الإماراتي. فيما يسقط بعض السياسيين والاعلاميين أمام الإغراءات الجنسية والمشروبات الكحولية التي تستخدمها أبوظبي كسلاحٍ لها للابتزاز.

https://twitter.com/thameeralmma666/status/1393400491644751873?s=20

وفي هذا الصدد، نشر حساب “الشاهين” العماني الشهير، عن أساليب التجسس الإماراتية، وذكر أن شبكات التجسس الإماراتية المكتشفة في عديد البلدان لا تضاهي تأثير الابتزاز داخل أراضي الإمارات نفسها، والسبب في ذلك يعود إلى وجود البنية التحتية المؤهلة للانسلاخ الأخلاقي داخل الإمارات، وتعدد الانشطة والفعاليات التي يمكن من خلالها اختيار الضحايا بعناية فائقة بناء على قاعدة بيانات مؤكدة، وتصويرهم وابتزازهم ثم تهديدهم بفضحهم. ثم قام الشاهين بتسليط الضوء على المعدات التي يتم استخدامها في التجسس داخل الفنادق والشقق الفندقية في الإمارات.

الإمارات تساعد بن سلمان عبر ابتزاز المشاهير السعوديين

لم تكتفي الإمارات في دعمها للكيان الصهيوني وشيطنة النضال الفلسطيني، بل قامت بتسخير نشاطها الاستخباراتي القذر عبر تجنيد عدد من المشاهير والفنانين السعوديين بالذات، لصالح ابن سلمان ولصالح التطبيع وضد النضال الفلسطيني وبمساعدة من محمد دحلان.

ففي هذا الصدد، كشف حساب “العهد الجديد”، عبر سلسلة تغريدات له بتويتر، عن قيام سعود القحطاني وتركي آل الشيخ وبدر العساكر بعمليات تجنيد العملاء، من مشاهير وفنانين، ثم توريطهم في أعمال قذرة. ففي تغريدة لحساب “العهد الجديد”، كشف عن دور الإمارات والقيادي الفلسطيني الهارب محمد دحلان، في هذه العمليات، وعمليات استدراج الشباب وتصويرهم في اوضاع مخلة خاصة في فنادق دبي، وأحياناً يتم تصويرهم مع أهاليهم.

وأوضح حساب “العهد الجديد”، أن كثير من المشاهير (المحترمين) الذين أصبحوا ضمن جوقة التطبيل مؤخرا، غير راضين عما يُنشر عبر حساباتهم، حيث تُرسل لهم التغريدات ويجبرون على نشرها.

رغم التشديدات الأمنية مغردين خليجين ينتصرون لقضية فلسطين

وردًا على كل الإعلام الإماراتي وجيوشه الإلكترونية وتغريدات المشاهير الذي يتعرضون لابتزاز الإمارات، قام العديد من المغردين الخليجيين بالرد عليها، وفضح حالة التصهين التي يعيشونها، وانتقدوا الموقف المخزي الذي وضع النظام الإماراتي نفسه فيه، بعد اندلاع حرب الكيان الصهيوني على أهلنا في فلسطين. ففي تغريدة أستهزئ بها المغرد بالإمارات حينما هنأت الكيان الصهيوني وباركت له بعيد احتلال فلسطين، كان رد الكيان، هو قصف قطاع غزة وقتل الفلسطينيين هناك.

ومنهم من تساءل عن موقف الإمارات المحرج اليوم، وهي لا تستطيع إخفاء تأييدها ل”إسرائيل” رغم مجازر الأخيرة بحق الفلسطينيين.

يُذكر أن سفارة النظام الإماراتي لدى الكيان الصهيوني، هنأت في تغريده لها الكيان المحتل بما اسمته “ذكرى استقلالها” والذي يصادف يوم النكبة للشعب الفلسطيني، ويأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه جيش الطيران الصهيوني بقصف قطاع غزة مما خلف دمار واسع طال مختلف ارجاء القطاع.

https://twitter.com/dr_fareselmasry/status/1383088777304883232?s=20

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى