صحيفة مملوكة للسعودية تروج للتطبيع مع نظام الأسد

(مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات)
روَّجت صحيفة مملوكة للسعودية، لإعادة تطبيع علاقات المملكة مع نظام بشار الأسد في سوريا، بعد سنوات من القطيعة بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها بحق شعبه.
وذكرت صحيفة “إندبندنت عربية” في تقرير بعنوان “دمشق تعيد وصل (الحبل المقطوع) بينها وبين السعودية والإمارات”، أن “إعلان وزير الاتصالات والتقانة في حكومة الأسد، إياد الخطيب، إعادة الكابل الضوئي للعمل بين دمشق ودبي مروراً بالأردن ومن ثم السعودية، تفتح بارقة أمل في أفق التعاون العربي السوري”.
وقالت الصحيفة إن “الكابل الضوئي” أول كابل قُطع خلال فترة الحرب في سوريا، وإبان الحراك الشعبي عام 2011، ومثّلت عودته إشارة ثانية في اتجاه بدء تفعيل التعاون العربي المتوقف، سبقها سماح الرياض بمرور شاحنات البضائع السورية عبر أراضيها بعد فتح معبر (نصيب) الحدودي جنوبي البلاد بين دمشق وعمّان، في 27 سبتمبر الماضي.
وزعمت الصحيفة أن الشارع السوري يعبر عن ترحيبه بهذا التطور “مع تردد أنباء عن حلحلة دبلوماسية تلوح في المنظور القريب بين النظام السوري ودول عربية وخليجية”.
ونقلت الصحيفة عن عضو في برلمان النظام تعبيره عن أمله ضرورة تفعيل موقف عربي موحد وأن يكون ذلك قريباً.
وقال البرلماني أحمد مرعي، للصحيفة: إن العائق يكمن برفض الولايات المتحدة “إعطاء شرعية لدمشق في ظل قانون قيصر والعقوبات الأمريكية”.
وأشار مرعي إلى أن “عودة العلاقات مع الإمارات أعطت إشارة مهمة بتحرك الجامعة العربية، والتنبه إلى دور دول مثل الإمارات والسعودية إزاء الخطر التركي، وضرورة التقارب مع سوريا وتشكيل حلف عربي للحد من توغله”.
ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة السورية لا ترغب في حدوث أي تحولات بمجال التقارب السوري مع الدول العربية، مطالبة بضرورة الضغط على النظام من أجل انتقال سياسي وتوفير الحريات.
وجاء بيان للائتلاف السوري (المعارض)، في السادس من أكتوبر الجاري، أهاب فيه “ضرورة البقاء على الإجماع العربي في مقاطعة النظام”.
وتحدثت الصحيفة عن مشاركة وفد تابع للنظام السوري في اجتماع لاتحاد الصحفيين العرب بالعاصمة السعودية الرياض نهاية 2019، لتكون المرة الأولى التي تستقبل فيها المملكة شخصية محسوبة على نظام الأسد بشكل علني.
وأشارت إلى لقاء “ودي” جمع مندوب السعودية لدى مجلس الأمن الدولي، عبد الله المعلمي، بنظيره سفير النظام بشار الجعفري في حفل دبلوماسي، تحضيراً لرئاسة السعودية اجتماع مجموعة العشرين في فبراير الماضي، “ما أعطى بصيص أمل بالسير نحو تغيير قادم”، وفق تعبيرها.
وكانت السعودية قد استدعت سفيرها من دمشق في أغسطس 2011، ثم أعلنت في مارس 2012، إغلاق سفارتها في دمشق وسحب جميع الدبلوماسيين والعاملين فيها.
وفي ديسمبر 2018، أعادت الإمارات افتتاح سفارتها في دمشق؛ ما أغضب جهات دولية ومدنية، كما هاتف ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، رأسَ النظام بشار الأسد، لأول مرة، في مارس الماضي، بعد تفشي فيروس كورونا، ثم أرسل مساعدات طبية في إطار ذلك، رغم التحذير الأمريكي من التعامل مع النظام في ظل العقوبات الأمريكية الموسعة المفروضة عليه وعلى داعميه، وتلتها في تطبيع العلاقات مملكة البحرين.