مع أنباء الانتصارات في ليبيا… اليمنيون يرجون مساعدة تركيا بعد فشل السعودية وحِلفها في مساعدتهم؟

حاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث
في الوقت الذي تتابع الشعوب العربية التطورات العسكرية والسياسية في اليمن وليبيا، تجد أن من حقها، عقد مقارنة بين التحالف الذي يقاتل في اليمن لدعم الشرعية، وبين التحالف التركي الذي يقاتل في ليبيًا دعمًا للحكومة الشرعية برئاسة اللواء فائز السراج. تحالف دعم شرعية الحكومة اليمنية بقيادة السعودية الذي تجاوز الخمس سنوات على تدخله، نرى تراجعًا في أهدافه التي تدخل من أجلها، ثم انشطر هذا التحالف على نفسه وتخلت عنه الدول الداعمة له والمشاركة فيه، ليتركوا السعودية لوحدها متورطة هناك. فيما التحالف التركي لدعم الشرعية في ليبيا والذي لم يمضي عليه سوى بضعة شهور، يحرز تقدمًا عسكريًا ملحوظًا لصالح الشرعية ضد الانقلابي حفتر، ويحرز تقدمًا سياسيًا ايضًا من خلال تقوية الموقف السياسي لحكومة التوافق في طرابلس.
ومن التناقضات العجيبة التي وقع فيها التحالف بقيادة السعودية، أنه في الوقت الذي تدعم دول التحالف السعودية والامارات بالعلن الشرعية اليمنية التي يمثلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور، تقوم بدعم من ينقلب على الحكومة الشرعية في ليبيا والمعترف بها دوليًا، من خلال دعمها العسكري للانقلابي خليفة حفتر. وفي هذا الشأن أكد مراقبون يمنيون، بأن الدعم التركي لحكومة الوفاق في ليبيا، كان دعمًا صادقا، على العكس من التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، الذي خان الشرعية ودمرها وأنشأ مليشيات في اليمن تخدم مصالحه، وقام بتعزيز ودعم الجماعات الانفصالية التي تريد تقسيم اليمن إلى يمنين أو أكثر، بينما نرى إن التحالف التركي يقوم بمحاربة مشاريع التقسيم في ليبيا.
وفي هذا الشأن يقول المحلل السياسي اليمني خالد عقلان، إن الفرق “شاسع وكبير” بين التحالف السعودي لدعم الشرعية اليمنية، ونظيره التركي الداعم لحكومة الوفاق الليبية. وأوضح عقلان، أن التدخل السعودي الإماراتي في اليمن، لم يكن من أجل إنقاذ الشرعية، لأنهما دعمتا انقلاب الحوثي وصالح على الشرعية في 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وحقيقة الهدف من تدخلها، هو القضاء على تطلعات الشعب اليمني وطموحاته في بناء دولة ديمقراطية، فالسعودية ترى في النظام الديمقراطي، مصدر تهديد لها ولأنظمة العوائل في الخليج.
بينما عَقَدَ أخرين مقارنة بين التحالفين في اليمن وليبيا، حيث لفتوا إلى إن من الغريب أن تجد التدخل السعودي الإماراتي في اليمن، تم من غير أي اتفاقية مع الحكومة اليمنية، تحدد ضوابط وقيود هذا التدخل. وتم تغييب الشرعية، ولم يسمح لها بالعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن لتمارس مهامها من الأرض اليمنية، وصارت محتجزة وتخضع للإقامة الجبرية في الرياض. بينما نجد التحالف التركي، لم يصادر قرار الشرعية الليبية ولم يحتجز السراج بأحد فنادق اسطنبول، بل إن تركيا تعمل مع حكومة الوفاق كمساند لها في تثبيت دعائم الدولة وإزالة المخاطر التي تهدد وحدة التراب الليبي. وتسألوا، هل قتلت تركيا طفلاً واحدا في ليبيا؟ وهل قصفت الطائرات التركية بيوت المدنيين؟ الطيران التركي لم يستهدف إلا المتمردين الذين يقصفون المدن الليبية ويقتلون المدنيين. بينما شهدت الحرب في اليمن مئات الحوادث لقصف طيران التحالف لأهداف مدنية سقط فيها الأطفال والابرياء المدنيين. بل واستهدف طيران التحالف الجيش الوطني اليمني نفسه بضربات جوية ممنهجة، ذلك لأن هذا التحالف لا يريد انتصار الشرعية اليمنية.
المقارنات تجتاح مواقع التواصل
وبرزت المقارنة بين التحالفين في البلدين، في مواقع التواصل الاجتماعي التي هي انعكاس لحقيقة الرأي العام العربي بشكل لا يقبل الشك. وكانت أخبار تحرير القوات الشرعية لقاعدة الوطية الجوية جنوب غرب طرابلس من قبضة قوات حفتر، وما تلاها من اعلان الجيش الليبي عن سيطرته على مدينتي بدر وتيجي اللتان تقعان شمال غربي البلاد قرب الحدود التونسية، هي من فجَّرت سيل التغريدات التي تقارن بين الحالتين. حيث أكدوا خلالها على أهمية وجود حليف قوي وصادق يساند في التحرير وغير “طامع” بالبلاد، وفق وصفهم. فيما أكد أخرون على أن التحالف بقيادة السعودية أحدث في اليمن “أكبر نكبة” حلَّت به على مدار تاريخه الحديث، وأتهموا التحالف بإخفاء مطامعه باليمن خلال حربه لدعم الشرعية، وذهب بعض المغردين للقول، بأن تركيا لو دخلت إلى اليمن لمساعدة الشرعية، لكانت قد انهت التمرد الحوثي منذ وقت مبكر جدًا. وغرد البعض بحسرة وألم قائلًا، أن تركيا لو كانت تدخلت في اليمن لما حصل كل الذي حصل في اليمن من مآسي، ويوجه اللوم على حكومة اليمن على وضعها كلَّ بيضها بسلة السعودية والامارات.
كما تحدث أخرون، عن إمكانية طلب اليمنيين من تركيا، مدهم بالطائرات المسيرة لمحاربة الحوثي، بعد ما حققته من نجاحات في ليبيا. فيما عدَّ بعضهم، بأن انتصارات الشرعية الليبية، هو دحرًا للثورات المضادة وانتصارًا لثورات الربيع العربي. فحساب مريم السقطرية كتبت قائلة: “سيطرة قوات الوفاق الليبية على قاعدة #الوطية بعد دحر ميليشيات حفتر عنها هي علامة مبشرة على الطريق إلى هزيمة أعداء الربيع العربي، من أبو ظبي إلى القاهرة مروراً بالرياض.”
https://twitter.com/C22Nty/status/1262461959640944640?s=20
أما الصحفي أنيس منصور فقد كتب متشفيًا بالسعودية والإمارات: “أشاهد كمية السلاح الإماراتي الذي استولى عليها ثوار ليبيا وأشعر بسعادة غامرة، أنفقت الإمارات مئات الملايين من الدولارات، وبين عشية وضحاها، كانت أسلحتها طعمًا لأسود ليبيا. صدق الله العظيم حين قال: فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة يا ترى ما هو شعور أولاد زائد الليلة؟”
أشاهد كمية السلاح الإماراتي الذي استولى عليها ثوار ليبيا وأشعر بسعادة غامرة، أنفقت الإمارات مئيات الملايين من الدولارات،وبين عشية وضحاها، كانت أسلحتها طعمًا لأسود ليبيا. صدق الله العظيم حين قال:فيسنفقونها ثم تكون عليهم حسرة"
ياترى ماهو شعور أولاد زائد الليلة؟ #قاعده_الوطيه_تحررت— أنيس منصور (@anesmansory) May 18, 2020
وحساب سليمان الشريفي، أكد على موضوع الصدق في التحالف التركي، ووجه لومه للقيادة اليمنية كيف انها وثقت بمن لا صدق لهم، حيث كتب: “انتصارات ليبيا اثبتت للعالم ان تركيا حليف قوي وصادق مع حليفها وأنها إذا دخلت في تحالف مع اليمن فإنها قادرة على إنهاء انقلاب الحوثي في مدة وجيزة فهل تعي شرعيتنا المؤسوره بذالك !!”
https://twitter.com/solimanalshrii/status/1262489452246634496?s=20
أما حساب حسن براري فقد عقد مقارنة بين تدخل الرياض وأبو ظبي، وبين التدخل التركي قائلًا: “حكاية تدخلين: تدخل الرياض وابوظبي باليمن جعل الشرعية تتخبط في وحل الرهانات غير الوطنية. التدخل التركي عزز من قوة الشرعية الليبية التي تحقق انتصارات لأنها شرعية ووطنية أيضا. في الحالتين الخاسر هي الدول التي راهنت على علاقة وثيقة مع نتنياهو”
حكاية تدخلين: تدخل الرياض وابوظبي باليمن جعل الشرعية تتخبط في وحل الرهانات غير الوطنية. التدخل التركي عزز من قوة الشرعية الليبية التي تحقق انتصارات لانها شرعية ووطنية أيضا. في الحالتين الخاسر هي الدول التي راهنت على علاقة وثيقة مع نتنياهو #ليبيا_الأحرار #الوطية_تحت_الشرعية
— Hassan Barari (@barari_hassan) May 21, 2020
فيما سلط حساب يوسف الجبل، الضوء على الاطماع الإماراتية والسعودية في اليمن قائلًا: “أن تملك حليف قوي صادق يقف بجانبك ويساندك في التحرير غير طامع بخيرات بلادك ويترك أهدافه التي جاء لأجلها يكون النصر حليفهم #تركيا #ليبيا نصركم نصرنا جميعاً، أثلجتم قلوبنا بنصركم، ونسأل الله لكم الخلاص والتحرير وأن تصبح بلداننا من أفضل البلدان دمتم في نصر وأمان”
أن تملك حليف قوي صادق يقف بجانبك ويساندك في التحرير غير طامع بخيرات بلادك ويترك أهدافه التي جاء لأجلها يكون النصر حليفهم #تركيا #ليبيا
نصركم نصرنا جميعاً ،أثلجتم قلوبنا بنصركم ، ونسأل الله لكم الخلاص والتحرير وأن تصبح بلداننا من أفضل البلدان دمتم في نصر وأمان#الوطية_تحت_الشرعية pic.twitter.com/ls86h2mq6Z— يوسف الجبل🖌️ (@yoasef_aljablo) May 18, 2020