كورونا يدفع دول عديدة لإطلاق سراح الكثير من المسجونين .. أما في السعودية فاعتقالات جديدة

خاص – مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث
قامت السلطات السعودية في الآونة الأخيرة بحملة اعتقالات طالت شريحة مخصوصة من المجتمع السعودي، ألا وهي الناشطين الإعلاميين حيث كانت هذه الشريحة هي الفئة الأبرز في حملة الاعتقالات الأخيرة بالإضافة إلى اعتقال آخرين.
وكان أبرز من طالتهم هذه الاعتقالات الأخيرة هم الناشط الإعلامي محمد الجديعي، وطالب الدكتوراه ماجد الغامدي، والناشط الإعلامي المعروف منصور الرقيبة.
بن سلمان يخاف المؤثرين إيجابياً على المجتمع
ويبدو أن نظام محمد بن سلمان يستفزه هذا النوع من الناشطين المؤثرين إيجابياً في المجتمع، حيث يتابع الجديعي قرابة 112 ألف متابع على تويتر، وله كذلك آلاف المتابعين على اليوتيوب، فجاء اعتقال الإعلاميين مؤخراً لإخماد الأصوات التي تدفع بالمجتمع السعودي نحو شواطئ الأمن والإيمان والتكافل والتواصي بالخير.
فالإعلامي محمد الجديعي هو ناشط إعلامي عُرف بتقديمه مقاطع يوتيوب مصورة متميزة يتحدث فيها بطريقة جاذبة آسرة عن موضوعات الرقائق وقصص تاريخية ذات عبرة.
أما طالب الدكتوراه ماجد الغامدي فله كذلك ما يزيد على 50 ألف متابع على تويتر وقناة تيليجرام باسم (الفلك المشحون) متخصصة في الفوائد واللطائف القرآنية، وهو ما يعزز كون السبب في اعتقاله هو تأثيره الإيجابي في المجتمع في الاتجاه الديني والإيماني الذي يشن ابن سلمان ضده حرباً شرسة شعواء منذ استيلائه على منصب ولي العهد وحتى يومنا هذا.
أما منصور الرقيبة فهو إعلامي من مشاهير التواصل الاجتماعي في السعودية وله ما يزيد عن 300 ألف متابع على تويتر، بالإضافة إلى شهرته الواسعة على تطبيق السناب شات.
ومن الملاحظ أن هناك شيئاً مشتركاً عند هؤلاء المشاهير وهو دعوتهم لمساعدة أصحاب الضوائق المالية وحضهم الناس على المساهمة في سداد ديون العاجزين عن السداد، وهو ما يخالف مسيرة ابن سلمان العبثية المسرفة التي تضيع أموال البلاد في كل تافه وفاسد من الأمور، بل وتمتد عينه إلى أموال الناس فيسعى لإدخال تلك الأموال في جيبه بدل صرفها في أبواب الخير والاستحقاق.
محمد الجديعي يدعو لمساعدة أحد أصحاب الديون العاجزين عن السداد:
توّي جاي من تطبيق البنك .. بعد أن كان دَينُه 88 ألف ﷼ !
نزل -ياربّي لك الحمد- إلى ٤٩ ألف﷼ فقط
ييسّرها الله علينا ونفكّ عوق الآدمي بإذن الله، قبل ينام الواحد يلتفت لهالفاتورة ويدفع ولو شيء بسيط .. 1915907655
أنقص الدين عليه وخفّف الحمل عنه يخفّف الله عنك ويقضي لزومك♥️
— محمد الجديعي (@jaddo03) February 29, 2020
ماجد الغامدي وهو يتلقى مناشدة من أحد المتابعين لعمل إعادة تغريد لتغريدة تحض على مساعدة صاحب أسرة قد أثقلته الديون، فيستجب الغامدي لدعوته:
اسأل الله ان يفتح لك فتحامبينا ياشيخ ماجد انت ومن يقرأ.أسألك بالله رتويت اخوك يعاني وأسرته تعاني اقسم بالله هذه الحقيقة
طريقة السداد
١_الدخول على تطبيق البنك
٢_المدفوعات
٣_سداد فاتورة لمرة واحدة
٤_الخدمات الحكومية
٥_التنفيذ القضائي
٦_رقم الفاتورة
٧_امسح المبلغ وسدد اللي تقدر عليه pic.twitter.com/3aKT0m96kO— أبو بسّام (@ABO_BSAAM_2020) March 19, 2020
منصور الرقيبة وهو يدعو الناس إلى الصدقة حتى قبل رمضان:
الصدقة لا تنتظرون رمضان
رب رمضان ورجب وحد pic.twitter.com/3Zp1JgqBbl— منصور الرقيبة (@m_alrokebh) March 22, 2020
لماذا يصر بن سلمان على الاعتقالات رغم الدعوات والانتقادات الدولية؟
إن استمرار ابن سلمان بالاعتقالات بدل الاستجابة لإطلاق سراح المعتقلين بسبب ظروف فايروس كورونا يمثل دليلاً صارخاً على مدى استخفافه واستهانته بحياة الناس من المعتقلين ومن يقوم على إدارة السجون على حد سواء.
فالوباء اذا بدأ بالانتشار بين أوساط المعتقلين فهو سيصيب المعتقلين ومن يدير السجون وبالتالي سينتقل منهم إلى من هم خارج السجون، لكن بن سلمان يضرب بكل هذه الاعتبارات عرض الحائط رغبة منه ربما في إشغال الناس بصورة أكبر بانتشار الوباء للتغطية على مجمل سياساته المتخبطة الرعناء التي تودي بالبلاد إلى الهاوية بشكل متسارع.
وقد تابعت حسابات عديدة قضية الاعتقالات الأخيرة تلك، ومن أشهر تلك الحسابات الحساب الحقوقي السعودي على موقع “تويتر” المعروف باسم “معتقلي الرأي”.
وقد كشف الحساب عن اعتقالات جديدة طالت الناشط الإعلامي خالد الشهري”، والأستاذ الجامعي إبراهيم بن عبد الله الدويش، وهو الأستاذ الدكتور في جامعة القصيم والداعية المشهور الذي له ما يقرب من مليون متابع على تويتر وصاحب موقع “سماء الإسلام”، ويعد الشيخ الدويش من كبار المؤثرين في المجتمع وله نشاط واسع على مختلف الأصعدة من الدروس والمحاضرات وحتى الظهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد نجمت هذه الاعتقالات عن ردود غاضبة في الأوساط الدولية وأيضاً محلياً في أوساط المغردين السعوديين.
اعتراضات دولية
حيث أعربت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية -التي تتخذ من روما مقرا لها- قلقها البالغ من تقارير عديدة تتحدث عن اعتقال السلطات السعودية لناشطين أكاديميين بشكل تعسفي في اليومين الماضيين.
وذكرت في بيان صحفي: “إن من المستهجن مقابلة السلطات السعودية الدعوات الدولية للإفراج عن معتقلي الرأي على خلفية خطر تفشي فيروس كورونا المستجد باعتقالات جديدة خارج نطاق القانون”، واصفة هذا الأمر بأنه “استهتار بالغ للحق في الحياة والصحة”.
كما نشر نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش” مايكل بيغ، بياناً قال فيه: “ينبغي على السلطات السعودية، نظراً لسجلها الحافل بالانتهاكات، إجراء إصلاحات أساسية للنظام القضائي لضمان عدم تعرض المتهمين لإجراءات قانونية ظالمة”.
ردود فعل محلية غاضبة
أما على الصعيد المحلي فقد حيث دشن مغردون على موقع تويتر وسم #اعتقالات_جديدة_بالسعودية عبروا من خلاله عن غضبهم من حملة الاعتقالات الاخيرة التي طالت عددًا كبيرًا من الناشطين في المجال الإعلامي.
حيث غرد الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي “رئيس مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث” قائلاً:
اللهم زاد طغيانهم فَشُلَّ أركانهم:
#اعتقالات_جديدة_بالسعودية وهم:
– طالب الدكتوراه #ماجد_الغامدي
– الناشط الإعلامي #محمد_الجديعي
– الناشط الإعلامي #منصور_الرقيبة
– الناشط الإعلامي #خالد_الشهري
– الأستاذ الجامعي الشيخ د. #ابراهيم_بن_عبدالله_الدويش
اللهم زاد طغيانهم فَشُلَّ أركانهم:
#اعتقالات_جديدة_بالسعودية وهم:
– طالب الدكتوراه #ماجد_الغامدي
– الناشط الإعلامي #محمد_الجديعي
– الناشط الإعلامي #منصور_الرقيبة
– الناشط الإعلامي #خالد_الشهري
– الأستاذ الجامعي الشيخ د. #ابراهيم_بن_عبدالله_الدويش— سعيد بن ناصر الغامدي (@saiedibnnasser) April 1, 2020
وغرد الحساب المعارض “ميزان العدالة” قائلاً:
بدلاً من أن يقوم النظام السعودي بإطلاق سراح المعتقلين ليكسب تعاطفا شعبيا هو أحوج ما يكون إليه مثلما فعلت معظم دول العالم، إذا به يزيد الطين بلة ويعتقل المزيد. #مبس لا يبذل جهدا في تحسين صورته في الميادين الحقيقية، بل يصنع له مجالا زائفا كهيئة الترفيه يعتقد أن فيه نجاته.
بدلاً من أن يقوم النظام السعودي بإطلاق سراح المعتقلين ليكسب تعاطفا شعبيا هو أحوج ما يكون إليه مثلما فعلت معظم دول العالم، إذا به يزيد الطين بلة ويعتقل المزيد. #مبس لا يبذل جهدا في تحسين صورته في الميادين الحقيقية، بل يصنع له مجالا زائفا كهيئة الترفيه يعتقد أن فيه نجاته. pic.twitter.com/MyIMLKl3A4
— ميزان العدالة (@MbsMeToo) April 2, 2020
بدوره غرد الناشط السعودي جاسم قائلاً:
غياب الشفافية ووعي الناس وتهاونهم في محاسبة الأنظمة الخليجية الطاغية سيكلفهم الكثير! النار ستصل لنا بسبب سكوتنا وتهاوننا في المطالبة لحقوقنا والإفراج عن معتقلينا السياسيين
https://twitter.com/JASEAM15/status/1245714518484942854
وفي تغريدتين غرد بهما الناشط أحمد عبد الرحمن أحمد بهذا الخصوص قال:
حسبنا_الله_ونعم_الوكيل_في_آل_سعود صفحة معتقلي الرأي: من تأكد اعتقالهم حتى اللحظة في #اعتقالات_جديدة_بالسعودية هم: طالب الدكتوراه #ماجد_الغامدي الناشط الإعلامي #محمد_الجديعي الناشط الإعلامي #منصور_الرقيبة الناشط الإعلامي #خالد_الشهري الأستاذ الجامعي د. #ابراهيم_بن_عبدالله_الدويش
حسبنا_الله_ونعم_الوكيل_في_آل_سعود
صفحة معتقلي الرأي: من تأكد اعتقالهم حتى اللحظة في #اعتقالات_جديدة_بالسعودية هم:
طالب الدكتوراه #ماجد_الغامدي
الناشط الإعلامي #محمد_الجديعي
الناشط الإعلامي #منصور_الرقيبة
الناشط الإعلامي #خالد_الشهري
الأستاذ الجامعي د. #ابراهيم_بن_عبدالله_الدويش— أحمد عبدالرحمن أحمد (@ngpKVLEY9YeJjO9) April 2, 2020
اعتقالات_جديدة_بالسعوديةَ كثير من الشعب رضي بحكم آل سعود المخالف لشرع الله آثرين منهج السلامة بتكرارهم ( أمن وأمان) ولا يعلمون أن الطغاة لا حدّ لهم! بعدما انتهوا من هدم الدين هاهم يتعدون على دنياكم وعلى حجتكم البالية ( أمن وأمان)
#اعتقالات_جديدة_بالسعوديةَ
كثير من الشعب رضي بحكم آل سعود المخالف لشرع الله آثرين منهج السلامة بتكرارهم ( أمن وأمان) ولا يعلمون أن الطغاة لا حدّ لهم!
بعدما انتهوا من هدم الدين هاهم يتعدون على دنياكم وعلى حجتكم البالية ( أمن وأمان)— احمد خالد عبدالرحمن (@Ug5Mm6Bl0gntq5K) April 2, 2020
جدير بالذكر أن حملات الاعتقالات المتجددة ينبغي أن لا تصرف الأنظار عن معاناة المعتقلين الأوائل من الدعاة والمشايخ والمصلحين والإعلاميين والأكاديميين والخبراء المخلصين، والذين يبدو أن من أهداف ابن سلمان من تكرار حملات الاعتقالات كل فترة هو أن يراكم ملفات الاعتقالات بعضها فوق بعض فيخفي الملفات القديمة ولا يرى المراقبون والمتابعون إلا ما هو مستجد من هذه الملفات.