تقارير

صحيفة فرنسية: النفط يهدد بانهيار التحالف بين روسيا والسعودية

صحيفة فرنسية: النفط يهدد بانهيار التحالف بين روسيا والسعودية

رأت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية أن إخفاق منظمة “أوبك بلاس” في التوصل إلى اتفاق بشأن خفض إضافي في إنتاج الذهب الأسود بغية وضع حد لانهيار أسعار الخام المتأثرة جراء انتشار فيروس كورونا الجديد، قد يهدد التحالف القائم بين الرياض وموسكو.

وقالت الصحيفة: إن قيام المملكة العربية السعودية بخفض الأسعار وزيادة المعروض ردا على رفض روسيا خفض حصص الإنتاج، والذي يأتي متزامنا مع تراجع الطلب جراء وباء الفيروس التاجي، تسبب في عاصفة غير مسبوقة بالأسواق.

وأضافت: “إنه انهيار نفطي لم يسبق له مثيل منذ حرب الخليج الأولى عام 1991، إذ انخفض برميل برنت أكثر من 24٪ يوم الاثنين الماضي (٩ مارس/آذار ٢٠٢٠) عند الإغلاق، وبلغ 34.36 دولار، وهو مستوى لم نره منذ فبراير/ شباط 2016”.

وأشارت إلى أن الكوكب النفطي شهد كسرا مذهلا بداية مارس/آذار ٢٠٢٠، بعد الفشل المفاجئ للمفاوضات بين أوبك وحليفتها الروسية في السادس من ذات الشهر.

وأوضحت “ليزيكو” أن روسيا رفضت خفض الإنتاج، كما اقترحت المنظمة لدعم أسعار النفط الخام، المتأثرة بوباء الفيروس التاجي، وردت السعودية على الفور بإعلانها زيادة الإنتاج، الذي تم تقييده طواعية لمدة أربع سنوات تقريبا، وأنها ستخفض أسعارها بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة بمقدار 7 إلى 8 دولارات للبرميل.

وأكدت أن الشركة الوطنية السعودية للنفط “أرامكو” قد تزيد إنتاجها من 9.7 مليون برميل يوميا في مارس/ آذار إلى 10.5، أو حتى 11 مليون في أبريل/نيسان ٢٠٢٠، فحسب تقديرات محللي “يو بي إس”، فإن أرامكو لديها قدرة كافية للوصول إلى 12 مليون برميل.

أزمة غير مسبوقة

وأكدت “ليزيكو” أنه من خلال إغراق السوق في الوقت الذي يتراجع فيه استهلاك النفط، فإن الرياض تطلق “أزمة غير مسبوقة”، كما يشير المحللون في “سيتي بنك”.

وهي مرحلة تذكرنا بالفترات التي تلت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 والأزمة المالية عام 2008-2009، عندما انخفض الطلب، وكذلك الفترات التي كان فيها العرض فائض للغاية، في عام 2016 أو بداية الثمانينيات.

وبينت أنه وفقا لذلك، أصبح السوق غير متوازن، وسوف تتجاوز المخزونات العالمية 5 ملايين برميل يوميا في الربع الأول، حسب تقدير “سوسيتيه جنرال”، أو 5٪ من المعروض العالمي.

ووفقا للصحيفة، سينخفض ​​استهلاك النفط هذا العام (-0.1٪) لأول مرة منذ عام 2009، كما قدرت وكالة الطاقة الدولية (IEA). وقال المدير العام لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: “إن صدمة الوباء على النفط غير متناسبة لأنها تؤثر على الحركة والنقل قبل كل شيء”.

ويمثل الطيران أقل من 1 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و8 ٪ من الطلب على النفط الخام، كما يؤكد بيرول، حيث شكلت الصين وحدها 80 ٪ من نمو الاستهلاك في العام ٢٠١٩.

وتقول “ليزيكو”: إن نهاية التحالف بين المملكة العربية السعودية وروسيا يشكل انعكاسا استراتيجيا كبيرا قد يؤدي إلى تعطيل الاقتصاد والجغرافيا السياسية للطاقة بشكل دائم.

ولفتت إلى أنه منذ عام 2016، وافقت أوبك وعشرة دول أخرى مصدرة للنفط الخام على الحد من إنتاجها، مما ساعد على رفع الأسعار.

كان الهدف هو مواجهة طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، لكن هذا الفصل من تاريخ الذهب الأسود انتهى نهاية هذا الأسبوع (أول أيام مارس/آذار ٢٠٢٠)، وتحطم محور الرياض وموسكو، النفطي على الأقل.

وتوقعت الصحيفة أنه من المرجح أن يؤدي هبوط الأسعار إلى فرض ضغوطات شديدة على منتجي الصخر الأميركي، الذين يواجهون بالفعل صعوبات. وتابعت: هذا هو أحد أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يرد على العقوبات الأميركية ضد مجموعات النفط والغاز الروسية.

وأكدت “ليزيكو” أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبح الآن في نفس الدوامة، فبحسب خبراء سوسيتيه جنرال “رد فعل المملكة هو محاولة معاقبة روسيا والضغط عليها بالتوازي مع الضغط على صناعة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة والعديد من المنتجين الآخرين الذين يتحملون تكاليف باهظة”.

الصخر الأميركي

يقول أرتيم أبراموف، المحلل في شركة رايستاد إنيرجي: إنه “مع حرب الأسعار التي بدأت، من الواضح أن موسكو والرياض تريدان قتل منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، لكن هل سينجحون؟”.

ويشير إلى أن قطاع الصخر الزيتي أظهر قدرته القوية على التكيف في السنوات الأخيرة، ففي تكساس على وجه الخصوص، خفض المنتجون التكاليف بشكل كبير وعملوا على تحسين الكفاءة.

وأكدت “ليزيكو” أن تأثير انخفاض الأسعار على الإنتاج الأميركي لن يكون فوريا لأن معظم الشركات عملت على حماية نفسها من تقلبات الأسعار عن طريق بيع إنتاجها مسبقا بأسعار ثابتة.

ويوضح أرتيم أبراموف أنه “من الشائع أن تشمل عمليات التحوط هذه ما يصل إلى 80 أو 90٪ من الإنتاج”. وتتوقع رايستاد إنيرجي أن الإنتاج في الولايات المتحدة سيبدأ في الانخفاض خلال الخريف.

في المقابل يحذر سوسيتيه جنرال من أن هذا الانخفاض لن يكون كافيا لطمس الإنتاج الزائد لأوبك وروسيا. ووفقا للصحيفة الفرنسية: “خارج الولايات المتحدة، سيضر هذا المستوى المنخفض للغاية من الأسعار جميع البلدان المنتجة، بما في ذلك روسيا”.

وتابعت: أنه “بالتأكيد تستفيد الشركات الروسية من التكاليف التنافسية للغاية التي ستسمح لها بمواصلة جني الأموال، خاصة وأن الروبل ينهار، لكن الكرملين يحتاج إلى سعر برميل عند 42 دولارا من أجل الموازنة المالية العامة للبلاد”.

ولفتت إلى أن المملكة العربية السعودية تعاني كذلك من عجز في الميزانية طالما أن سعر البرنت أقل من 83 دولارا، حتى لو استمرت شركة أرامكو الوطنية في جني الأرباح.

وخلصت الصحيفة إلى أن العواقب ستكون وخيمة على الدول الفقيرة التي تعتمد على الذهب الأسود مثل نيجيريا أو أنجولا، ناهيك عن تلك المتأثرة بالفعل بالعقوبات الأميركية مثل فنزويلا وإيران أو العراق الذي يحتاج إلى أكثر من 60 دولارا للبرميل لميزانيته العامة.

ويقول المدير العام لوكالة الطاقة الدولية: إنه “مع هذا السعر في المستوى الحالي، ستواجه دولة مثل العراق صعوبة كبيرة في تمويل خدماتها العامة الأساسية مثل الصحة والتعليم”، مؤكدا أن هذا الوضع سيكون له عواقب على استقرار المنطقة.

رأت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية أن إخفاق منظمة “أوبك بلاس” في التوصل إلى اتفاق بشأن خفض إضافي في إنتاج الذهب الأسود بغية وضع حد لانهيار أسعار الخام المتأثرة جراء انتشار فيروس كورونا الجديد، قد يهدد التحالف القائم بين الرياض وموسكو.

وقالت الصحيفة: إن قيام المملكة العربية السعودية بخفض الأسعار وزيادة المعروض ردا على رفض روسيا خفض حصص الإنتاج، والذي يأتي متزامنا مع تراجع الطلب جراء وباء الفيروس التاجي، تسبب في عاصفة غير مسبوقة بالأسواق.

وأضافت: “إنه انهيار نفطي لم يسبق له مثيل منذ حرب الخليج الأولى عام 1991، إذ انخفض برميل برنت أكثر من 24٪ يوم الاثنين الماضي (٩ مارس/آذار ٢٠٢٠) عند الإغلاق، وبلغ 34.36 دولار، وهو مستوى لم نره منذ فبراير/ شباط 2016”.

وأشارت إلى أن الكوكب النفطي شهد كسرا مذهلا بداية مارس/آذار ٢٠٢٠، بعد الفشل المفاجئ للمفاوضات بين أوبك وحليفتها الروسية في السادس من ذات الشهر.

وأوضحت “ليزيكو” أن روسيا رفضت خفض الإنتاج، كما اقترحت المنظمة لدعم أسعار النفط الخام، المتأثرة بوباء الفيروس التاجي، وردت السعودية على الفور بإعلانها زيادة الإنتاج، الذي تم تقييده طواعية لمدة أربع سنوات تقريبا، وأنها ستخفض أسعارها بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة بمقدار 7 إلى 8 دولارات للبرميل.

وأكدت أن الشركة الوطنية السعودية للنفط “أرامكو” قد تزيد إنتاجها من 9.7 مليون برميل يوميا في مارس/ آذار إلى 10.5، أو حتى 11 مليون في أبريل/نيسان ٢٠٢٠، فحسب تقديرات محللي “يو بي إس”، فإن أرامكو لديها قدرة كافية للوصول إلى 12 مليون برميل.

أزمة غير مسبوقة

وأكدت “ليزيكو” أنه من خلال إغراق السوق في الوقت الذي يتراجع فيه استهلاك النفط، فإن الرياض تطلق “أزمة غير مسبوقة”، كما يشير المحللون في “سيتي بنك”.

وهي مرحلة تذكرنا بالفترات التي تلت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 والأزمة المالية عام 2008-2009، عندما انخفض الطلب، وكذلك الفترات التي كان فيها العرض فائض للغاية، في عام 2016 أو بداية الثمانينيات.

وبينت أنه وفقا لذلك، أصبح السوق غير متوازن، وسوف تتجاوز المخزونات العالمية 5 ملايين برميل يوميا في الربع الأول، حسب تقدير “سوسيتيه جنرال”، أو 5٪ من المعروض العالمي.

ووفقا للصحيفة، سينخفض ​​استهلاك النفط هذا العام (-0.1٪) لأول مرة منذ عام 2009، كما قدرت وكالة الطاقة الدولية (IEA). وقال المدير العام لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: “إن صدمة الوباء على النفط غير متناسبة لأنها تؤثر على الحركة والنقل قبل كل شيء”.

الصخر الأميركي

يقول أرتيم أبراموف، المحلل في شركة رايستاد إنيرجي: إنه “مع حرب الأسعار التي بدأت، من الواضح أن موسكو والرياض تريدان قتل منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، لكن هل سينجحون؟”.

ويشير إلى أن قطاع الصخر الزيتي أظهر قدرته القوية على التكيف في السنوات الأخيرة، ففي تكساس على وجه الخصوص، خفض المنتجون التكاليف بشكل كبير وعملوا على تحسين الكفاءة.

وأكدت “ليزيكو” أن تأثير انخفاض الأسعار على الإنتاج الأميركي لن يكون فوريا لأن معظم الشركات عملت على حماية نفسها من تقلبات الأسعار عن طريق بيع إنتاجها مسبقا بأسعار ثابتة.

ويوضح أرتيم أبراموف أنه “من الشائع أن تشمل عمليات التحوط هذه ما يصل إلى 80 أو 90٪ من الإنتاج”. وتتوقع رايستاد إنيرجي أن الإنتاج في الولايات المتحدة سيبدأ في الانخفاض خلال الخريف.

في المقابل يحذر سوسيتيه جنرال من أن هذا الانخفاض لن يكون كافيا لطمس الإنتاج الزائد لأوبك وروسيا. ووفقا للصحيفة الفرنسية: “خارج الولايات المتحدة، سيضر هذا المستوى المنخفض للغاية من الأسعار جميع البلدان المنتجة، بما في ذلك روسيا”.

وتابعت: أنه “بالتأكيد تستفيد الشركات الروسية من التكاليف التنافسية للغاية التي ستسمح لها بمواصلة جني الأموال، خاصة وأن الروبل ينهار، لكن الكرملين يحتاج إلى سعر برميل عند 42 دولارا من أجل الموازنة المالية العامة للبلاد”.

ولفتت إلى أن المملكة العربية السعودية تعاني كذلك من عجز في الميزانية طالما أن سعر البرنت أقل من 83 دولارا، حتى لو استمرت شركة أرامكو الوطنية في جني الأرباح.

وخلصت الصحيفة إلى أن العواقب ستكون وخيمة على الدول الفقيرة التي تعتمد على الذهب الأسود مثل نيجيريا أو أنجولا، ناهيك عن تلك المتأثرة بالفعل بالعقوبات الأميركية مثل فنزويلا وإيران أو العراق الذي يحتاج إلى أكثر من 60 دولارا للبرميل لميزانيته العامة.

ويقول المدير العام لوكالة الطاقة الدولية: إنه “مع هذا السعر في المستوى الحالي، ستواجه دولة مثل العراق صعوبة كبيرة في تمويل خدماتها العامة الأساسية مثل الصحة والتعليم”، مؤكدا أن هذا الوضع سيكون له عواقب على استقرار المنطقة.

المصدر – صحيفة الاستقلال
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى