تقارير

ضحكة مذيعة تفضحها.. ما حقيقة مشاريع السعودية في اليمن؟

نوبة ضحك أصابت مذيعة في قناة “العربية” السعودية؛ عقب تقرير لموفدها إلى اليمن يتحدث فيه عن مشاريع تنموية سعودية تقوم بها الرياض في البلد الفقير، يوضح واقع تلك المشاريع الوهمية التي تتحدث عنها الرياض في بلد يعيش حرباً طاحنة منذ 5 أعوام.

وبين الحين والآخر يعرض مسؤولون سعوديون مشاريع جديدة بملايين الدولارات مخصصة لليمن، في محاولة للرد على الانتقادات الموجّهة لدور المملكة في النزاع الذي تسبّب بأزمة إنسانية كبرى، ويستخدمون وسائل إعلامهم للترويج لها.

وتقول السعودية إن المشاريع التي تنفّذ في اليمن في ظل استمرار الحرب تأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى التقرّب من المجتمعات المحلية وجعل اليمنيين قادرين على الاعتماد على أنفسهم في ظل اقتصاد متدهور، في وقتٍ يشكك فيه اليمنيين من فعالية تلك المشاريع، بل ويتساءلون عن مدى وجودها على الأرض، ويصفونها بالمشاريع “الوهمية”.

نوبة ضحك تفضح السعودية

منتصف فبراير 2020، أثارت مذيعة قناة “العربية” السعودية، منتهى الرمحي، موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو أظهرها بإحدى نشرات القناة وقد دخلت في نوبة ضحك هستيرية على الهواء مباشرة.

المقطع المتداول لضحك المذيعة جاء بعد ختام تقرير لموفد القناة إلى مأرب اليمنية، محمد العرب، وهو يتحدث من وسط صحراء قاحلة عن مطار تقوم السعودية بتنفيذه ليكون أحد أهم المطارات باليمن.

https://www.youtube.com/watch?v=c8a033ruY_U&feature=emb_title

وسخر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي من تلك المشاريع، وكتب الناشط ياسر المهلل قائلاً: “مذيعة العربية لم يكن أمامها إلا أن تنفجر ضاحكة في اختتام نشرتها، عقب سماعها لتهريج محمد العرب وهو يتحدث عن إنجازات التحالف في قياس التربة وتشييد مطار وهمي”.

وعلق المحامي الفلسطيني صالح أبو عزة قائلاً: “مذيعة قناة العربية منتهى الرمحي تنفجر ضاحكة من كذب مراسلهم في اليمن المُهرّج الكذّاب محمد العرب!! يتحدث عن نية السعودية إنشاء مطار ضخم عملاق من أجل خدمة الشعب اليمني!! من فداحة الكذبة انفجرت المذيعة ضاحكة”.

مشاريع غائبة

يقول الباحث والخبير الاقتصادي اليمني محمد ثابت، إن السعودية وحليفتها الإمارات عطلتا دور كل مؤسسات سلطة الشرعية طوال خمس سنوات، وقيدوا إرادة القرار اليمني، وفرضوا من يريدونهم من الوزراء والمديرين لتمرير أطماعهم.

وأشار في حديثه لـ”الخليج أونلاين” إلى أن التدخل السعودي في الحكم باليمن وصل إلى إبقاء وزارة الأشغال العامة المكلفة بتولي المشاريع باليمن دون وزير، منذ تعيين معين عبد الملك، الذي كان يشغلها رئيساً للوزراء، والتي أصبحت الآن يتولاها بشكل غير مباشر سفير الرياض لدى اليمن.

وأضاف: “الحرب تسببت بفقدان المواطن اليمني ثلثي دخله نتيجة التضخم وانهيار العملة، وارتفاع نسبة الفقر إلى ما يقرب من 70%، ومعاناة نحو 80% من انعدام الأمن الغذائي، والمشاريع التي تعلن عنها السعودية مجرد ذر للرماد في العيون”.

وتابع: “ما تروجه السعودية وقبلها الإمارات من تقديم الدعم والمليارات لليمن ليس سوى تضليل للرأي العام الدولي، أما اليمنيون فهم يعرفون أن كل ذلك كذب؛ لأن لا شيء تغير على أرض الواقع، بل ازدادت الأمور سوءاً، وسيطرتا على موارد البلاد السيادية، وحرمتا اليمنيين منها”.

اتفاقية الوصاية على اليمن

ومطلع فبراير الجاري، سربت وثائق عن تفاصيل خطيرة حول اتفاقية وقعها وزير يمني مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، في مايو من 2019، وأثارت لغطاً وأحيطت بالكثير من الأسئلة؛ نظراً لما تضمنته من بنود بدت كأنها حلقة إضافية من حلقات السيطرة على البلد.

الاتفاقية التي حملت عنوان تنمية وإعمار اليمن بدت في أحسن الأحوال كبرنامج استثماري سعودي بأيدٍ سعودية في الأراضي اليمنية، أما بعض البنود الواردة فيها فقد كانت تشير بوضوح إلى نوع من الوصاية والاستحواذ.

وخلت بنود الاتفاقية من أي إشارة لإعمار ما دمرته الحرب، حتى ذلك الخراب الذي خلفته طائرات السعودية ذاتها.

من السيئ الى الأسوأ

وتقدّم السعودية نفسها على أنها أكبر المانحين لليمن، إلى جانب الإمارات التي كانت ولا تزال تتولّى دوراً قيادياً في التحالف العسكري وتتمتّع بنفوذ كبير في جنوب اليمن وغربه، رغم إعلانها الانسحاب من اليمن.

وتقول الرياض وأبوظبي، إنهما قدمتا أكثر من 20 مليار دولار منذ 2015 وحتى منتصف العام الماضي، على شكل مشاريع ومساعدات، وتقول الرياض إن حصتها من هذا المبلغ هي 14 مليار دولار.

ولا توازي المبالغ التي قدّمتها السعودية والإمارات الخسائر التي تعرّض لها اليمن، حيث أظهرت دراسة أعدّها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الخسائر الاقتصادية وصلت إلى 88.8 مليار دولار بسبب النزاع، وستستمر بالارتفاع طالما أن الحرب متواصلة.

وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، أوك لوتسما، في مارس 2019: “حتى لو حلّ السلام غداً قد يحتاج اليمن إلى عقود للعودة إلى مستويات النمو التي كان عليها قبل اندلاع النزاع”.

المصدر – الخليج أونلاين

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى