أخبار

الغارديان: ابن سلمان بحاجة عاجلة لـ”رجل رشيد” بجواره

مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – ترجمات

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، مقالاً للكاتبة “نسرين مالك” تحدثت فيه عن التصرفات الغريبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقالت أنه بحاجة عاجلة لوجود “رجل رشيد” بجواره. مشيرة إلى أن تصرفاته هذه تجعل من الصعب على الحلفاء الغربيين رسم بلاده كشريك إقليمي.

وشبهت الكاتبة تصرفات ابن سلمان الغريبة بتصرفات الجوكر التخريبية في فيلمThe Dark Knight، مشيرة إلى أن تنشئة ابن سلمان في جو من الثراء الفاحش، إضافة لانعدام المساءلة؛ خلقت منه شخصية شريرة، وفوضوية.

وقالت الكاتبة أن عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي ، كانت فاشلة بكل المقاييس، فهو لم يقتل فقط في سفارة مزدحمة ، بل حدث عندما قامت كاميرات المراقبة بكشف قاتليه (الذين استخدموا جوازات سفرهم الحقيقية ، بأسمائهم الحقيقية) ثم محاولة التمويه بخروج شخص يشبه الضحية.

ولكن الفصل الأخير في مسلسل غباء ابن سلمان؛ هو اختراقه لهاتف “جيف بيزوس” عبر رابط تم إرساله على رسالةWhatsApp ، واستخراج مجموعة كبيرة من المعلومات الشخصية لابتزازه، بشكل يفتقر كثيراً إلى البراعة، أو حتى محاولة إخفاء العملية.

وتساءلت الكاتبة: ما الذي يبحث عنه ابن سلمان بالضبط من هذه العملية؟ وهل كانت ضربة انتقامية ضد انتقاده في الواشنطن بوست ، الصحيفة التي كتبها خاشقجي والتي يملكها بيزوس؟ أم أنها محاولة من ابن سلمان لكسب بعض النفوذ ضد بيزوس؟.

ومع ذلك ، لم يكن خاشقجي الخصم الأكثر انتقاداً للعائلة المالكة، فلماذا يخاطر ابن سلمان –وهو الرجل الذي يحرص على تقديم نفسه كمصلح– بتحميل نفسه هذا القدر الكبير من التجريم الدولي، وهذه الأضرار التي تسيء السمعة ، لإسكات أحد المعارضين السعوديين البارزين في الصحافة الغربية، مقابل أنه ينتقد نقداً معتدلاً؟.

الجواب هو ، لأنه على مدى حياته يفلت من العقاب دائماً، فاعتاد على تلبية جميع نزواته، مثله مثل جميع أبناء حكام العرب الدكتاتوريين، فقد عزز ابن سلمان في البداية سلطته من خلال تصفية الأهل والأصدقاء في “حملة لمكافحة الفساد”، كما كانت حملته الكارثية في اليمن، التي انطلقت عندما تولى منصب وزير الدفاع في العشرينات من عمره، كانت حركة غير ناضجة على الإطلاق.

وقالت الكاتبة أنه بغض النظر عن تلك الحوادث سيئة السمعة الدولية، والمغامرات العسكرية؛ فإن ترقية ابن سلمان إلى حاكم الأمر الواقع في السعودية؛ قد ولَّد المؤامرات داخل الديوان الملكي.

وأشارت إلى قتل “عبد العزيز الفغم” الحارس الشخصي للملك سلمان ، في سبتمبر الماضي، الذي قيل إنه ناتج عن “نزاع شخصي” مع صديقٍ له، لكن بدأت الشائعات تنتشر أن قتله كان نتيجة استياء المؤسسة الأمنية القديمة من سلوك ابن سلمان العشوائي.

وأضافت أن التشويش على المجتمع عبر الإنترنت أصبح من سمات السلطات السعودية لنشر الدعاية، وقد قامت بالفعل بتنشيط جيش إلكتروني علىTwitter لمهاجمة بيزوس، والدعوة لمقاطعة أمازون، “لتعليم بيزوس درسًا قاسياً” إذا لم يعتذر عن الادعاء بأن ابن سلمان اخترق هاتفه.

وفي العام الماضي ، قامTwitter بتعليق 90000 حساب تم استخدامها لترهيب المعارضين السعوديين ، ونشر الوسوم التي تمجد ولي العهد.

وأوضحت الكاتبة أنها هي الأخرى استهدفت، من حسابات تابعة للسلطات السعودية، بسبب انتقادها للعائلة الحاكمة، عن طريق التعليق على تغريداتها، واتهامها بتلقي الدعم المالي من قطر.

وترى الكاتبة لا يوجد أي مخطط رئيسي لهذه الحملات على الإنترنت، ولا في جهود العلاقات العامة السعودية ككل، مشيرة إلى أن نوبة الغضب الصبيانية، التي تعرف بـ” hissy-fit”، في تكوين الصداقات والتأثير على الناس؛ تتماشي تماماً مع أسلوب ابن سلمان المراهق في إدارة العلاقات الخارجية، لأن أسلوبه قائم على الجشع، لكنه محبط، لأنه لا يمكن شراء كل شيء.

بشكل عام ، هناك نمط من السلوك يجعل من الصعب على الحلفاء الغربيين الاستمرار في تصوير السعودية كحليف مؤهل في المنطقة، فالسياسة الخارجية الغربية تتوقف منذ فترة طويلة على صورة نمطية لقطبي الإقليم، حيث تعتبر إيران القطب الغير متوازن، بسبب تخصيب اليورانيوم ، والسعودية القطب الفاعل والمسؤول والمتوازن في المنطقة ، والتي من المهم الحفاظ عليها، ودعمها من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

وتضيف الكاتبة أن ابن سلمان أصبح في وضع صعب جداً، لكن يواصل إثبات عدم وجود شخص بالغ وعاقل بجواره، حيث تشير آخر التقارير إلى أن رئيس وزراء بريطانيا “بوريس جونسون” تعرض هو الآخر للقصف برسالة رموز تعبيرية من ابن سلمان على تطبيقWhatsApp مما يضع رئيس الوزراء في موقف لمحاولة معرفة ما إذا كان قد تم اختراق هاتفه ، أو إذا ما كان ابن سلمان مجرد شخص يحب التواصل عبر الصور وليس الكلمات.

وأشارت إلى أن الصحافة تحدثت في وقت سابق عن أنه بسبب عدم وجود وسائل إعلام فاعلة في السعودية؛ فإن ابن سلمان يعتقد أنه لا يوجد كذلك في أي مكان آخر في العالم.

واختتمت الكاتبة مقالها بالقول، أن :”ما يميز ابن سلمان ليس الخداع والمكر، إنما العشوائية القائمة على النزوة، وتنفيذها عبر صندوق أدوات، في الواقع ، ربما ينبغي عليّ مراجعة مقارنتي السابقة، فابن سلمان يفتقر إلى الذكاء والمكر من الجوكر، إنه شرير أكثر من عدو “سكوبي دو” (شخصية كرتونية) اللدود، فالشيء الوحيد الذي يفعله محمد بن سلمان بشكل ثابت، كـ(انتهاك المعايير الدولية) مثلاً، هو القيام بذلك بطريقة حمقاء يمكن تتبعها، وفضحها في النهاية“.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى