ميدل إيست آي: السعودية تفاقم معاناة مسلمي الروهينغا وتقتل أحلامهم بالعيش
مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات
تناول موقع “ميدل إيست آي” معاناة مسلمي الروهينجا، الذين تلاشت أحلامهم في تحسين وضعهم المعيشي، بعد أن عاملتهم السعودية بقسوة، وطردتهم من أراضيها إلى بنغلاديش، ولم يصلوا إلى بلادهم ميانمار، فأصبحوا بين نار المملكة، وجحيم جيش ميانمار.
ونقل الموقع معاناة الشاب “محمد فاروق” الذي خسر كل شيء، بعد سنوات من العمل الشاق في السعودية، التي اعتقلته لشهور، قبل أن يجد نفسه في تلال بنغلاديش كلاجئ بعيداً عن وطنه ومنزله في ميانمار.
ووصل فاروق ، 25 عامًا ، وعشرات من الروهينجا الآخرين إلى بنغلادش طوال العام الماضي ، وتم إطلاق سراحهم بعد شهور وسنوات قضوها في مراكز الاعتقال السعودية، بعد أن سعوا وراء الرخاء والفرص في المملكة الخليجية الغنية بالنفط.
وأضاف الموقع أنه بالنسبة للكثيرين منهم ، فإن الترحيل إلى بنغلاديش – وهو بلد لم يعش فيه أحد منهم من قبل على الإطلاق – فرض عبئاً ثقيلاً على صحتهم العقلية والعاطفية لأنهم يتكيفون مع الحياة في أكبر مخيم للاجئين في العالم ، وممنوعون من العمل والتعليم والسفر، بعد الحرية الوجيزة التي عاشوها في السعودية.
ونقل الموقع عن فاروق قوله إنه أثناء ترحيله كان يتمنى أن يدفن رأسه، عن أن يري عائلته -التي تنتظره منذ سنوات- وجهه بعد السنوات الطويلة التي قضاها في بلاد الحرمين، بدون فائدة.
ومنذ ذلك الحين، استقر فاروق في بنغلاديش في مكان مظلم من عيدان الخيزران، وكان يمضي أيامه بالحديث مع اصدقائه من خلال تطبيقات المراسلة، قبل أن تقطع بنغلاديش خدمة الانترنت عن الاقلية.
إن الشعور بالإحباط، بعد العمل في السعودية دفع فاروق أحيانًا بالتفكير بترك عائلته مرة أخرى للبحث عن فرص في الخارج ، ربما في ماليزيا ، حيث يعيش عشرات الآلاف من الروهينجا، لكن الرحلة من بنغلاديش على القارب تتخللها الكثير من المخاطر، وقد تم القبض على العديد منهم وهم يحاولون ذلك.
ومثل المئات من الروهينجا الآخرين، غادر فاروق موطنه إلى السعودية مكرهاً ، وبسبب رفض دولتهم ميانمار تجنيسهم؛ اضطروا لرشوة بعض المسؤولين في بنغلاديش لمنحهم جوازات سفر ، حيث قيل لهم إنهم سيجدون ملاذاً وفرصة في السعودية بموجب قانون للملك السابق عبدالله.
ولفترة من الوقت ، وجد فاروق ما حلم به، وترقى وظيفياً ، مستفيدًا من لغته الإنجليزية التي يدرسها بنفسه ويرسل أمواله الفائضة إلى أسرته في ميانمار ، الذين استخدموها في إخراج أنفسهم من الفقر عن طريق شراء الأراضي والمواشي. .
لكن الأسرة فقدت كل شيء في أغسطس 2017 ، عندما أجبر الجيش البورمي 700000 روهينغياً على الفرار إلى بنغلاديش ، في حملة وصفتها الأمم المتحدة بأنها “إبادة جماعية“.
وبعد ذلك بوقت قصير ، احتجزت شرطة الهجرة السعودية فاروق وأرسلته إلى مركز الشميسي للاحتجاز ، المليء بالروهينجيين، وغيرهم من المهاجرين الذين كانوا يعملون في المملكة دون تصاريح.
وقال فاروق إنه “بعد تولي الملك سلمان العرش، انتهت الشفقة والإنسانية والرحمة، فالسعودية أصبحت جحيماً بعد عام 2014 ، بعد وفاة الملك عبد الله“.
ويشير الموقع إلى أن الإصلاحات التي فرضها نجل الملك سلمان ، محمد بن سلمان ، صعّبت على الروهينجيين الحصول على تصاريح إقامة، ومعاقبة أي شخص لم يفعل ذلك ، على الرغم من الحماية التي سبق منحها لهم بسبب انعدام الجنسية.
ويشتكي فاروق مثل الكثيرين من هذا التطور، وقال “إنها فقط مأساة كبيرة للروهينجيين، لأن الهنود والباكستانيين والناس من الدول الأخرى يمكنهم العودة بسعادة إلى بلادهم، وتأتي سفاراتهم لاستقبالهم، لكن بالنسبة للروهينغا، فليس لهم أحد“.
كما نقل الموقع معاناة “بشير” ذي الـ65 عاماً، الذي قضى أكثر من عشرين عاماً في السعودية، وتم اعتقاله لأشهر مع ابنه في زنازين مظلمة، قبل ترحيلهم؛ لعدم قدرتهم على تجديد إقاماتهم، ووصلوا إلى بنغلاديش ولا أهل لهم بعد أن قتل جيش ميانمار جميع أسرتهم.
ومثل الكثيرين؛ دفع بشير جميع مدخراته لشراء جواز بنغلاديشي مزور، حتى يحصل على هوية إنسانية تتيح له الخروج من المعاناة التي يعيشها في بلاد الحرمين.
في هذه البيئة ، وصل محمد البالغ من العمر 27 عامًا في سبتمبر ، بعد ترحيله من السعودية بعد ست سنوات، وكان قد حقق نجاحًا نسبيًا خلال سنواته القليلة الأولى في السعودية. فقد كان قادرًا على إرسال الأموال إلى أسرته، وعاش سعيداً، بعد المعاناة التي عاشها في المناطق الريفية في ميانمار ، خاصة بعد أن فرض الجيش حظراً شبه كامل على حركتهم ، التي كانت مشددة بالفعل، بعد أعمال الشغب التي وقعت عام 2012.
واختتم الموقع بقول محمد: “لا يوجد أمل لشعب الروهينجا … أينما ذهبنا يتم طردنا، فليس هناك أمل بالنسبة لي، حيث يوجد الكثير من المتعلمين مثلي ولكننا هنا نشعر بأننا بلا فائدة، لقد قُتلت أحلامنا“.