أخبار

تخبط ابن سلمان ورسائله المختلطة في 2019

مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات

تساءل الكاتب في صحيفة “بلومبيرغ” الأمريكية ،”بوبي غوش”، عن الشخصية الازدواجية لولي العهد السعودية، محمد بن سلمان، حاكم الأمر الواقع في المملكة خلال العام 2019، هل هو مصلح أم متخلف؟.

وقال إن الأمير الذي يسعى للهيمنة على كل شيء دون رادع، سار خلال العام على خطين، الإصلاح والقمع، خصوصاً بعد تعرضه لضغط دولي بعد قتل خاشقجي.

وأشار الكاتب إلى أن الازدواجية كانت جلية في مقابلته مع برنامج”Frontline” التابع لـPBS عندما اعترف وتجنب المسؤولية عن مقتل خاشقجي: “لقد حدث تحت قيادتي”. لكنه لم يُقنع أحداً بأنه قد حقق العدالة ؛ من خلال الحكم الذي صدر هذا الأسبوع في القضية.

فقد قالت مقررة الأمم المتحدة التي حققت في جريمة القتل إن الأمير محمد “يتحمل المسؤولية في الجريمة” وتعتقد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أنه أصدر الأمر.

وقال أنه وُجد نوع بسيط من التقارب مع الغرب، لذلك يمكن للسعوديين أن يستمتعوا بمثل هذه الحفلات المرفوضة في مجتمعهم ، لكن طلب الحريات في الواقع يظل اقتراحًا محفوفًا بالمخاطر.

وأضاف أن الأمير حاول جاهداً لتحقيق قيمة أرامكو التي أعلن عنها (2 تريليون دولار) التي كانت ممكنة–حسب محللين– لكن سياسته صرفت المستثمرين الأجانب عن وضع أموالهم في الاكتتاب، ما اضطر الشركة لطرح العرض محلياً.

وقال أن السياسة الدولية، التي حاول ابن سلمان جاهداً لإصلاحها، لم تكن موفقة، فلم يستطع إصلاح خلافه الدبلوماسي مع كندا التي انتقدت حقوق الإنسان في المملكة، ولا مع ألمانيا. مشيراً إلى أن هذين الخلافين كانا نتاج تصرف أرعن من قبل المملكة، بعد رفضها انتقاداً بسيطاً من قبل الدولتين.

لكن في هجوم إيران على منشآت النفط السعودية ، الذي قلص إنتاج المملكة بمقدار النصف، توارى ابن سلمان عن الرد، وقد يكون ذلك بسبب عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ، حليفه الرئيسي ، ستدعمه أم لا.

قد يفسر الواقع السياسي الغامض أيضًا الجهود المبذولة لإنهاء واحدة من حماقات ابن سلمان السابقة ، الحرب التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن ؛ في عامها الخامس ، والتي لم تحقق أي نتائج، وسببت الإحراج للأمير.

في نهاية العام ، كان هناك أمل في أن يتراجع الحصار المفروض على قطر ، وهو خطأ آخر من حماقات الأمير، وربما أدرك ابن سلمان أخيرًا أنه لا يمكن تخويف المملكة الأصغر، أو أنها ستستسلم.

ويبدو أن الكثير من الأمور ستفرض واقعها في 2020، بعضها قد تفيد المنطقة ككل، وسيكون أكبر تحدٍ يواجه سياسة ابن سلمان في العام الجديد هو حساب حرب مع إيران، وقد يتم إسناد ظهره من خلال نشر المزيد من الأفراد العسكريين الأمريكيين “لضمان وتعزيز الدفاع عن السعودية”، ولكن يجب عليه أن يعلم أن الرئيس دونالد ترامب لن يكون لديه رغبة كبيرة في شن حرب جديدة في عام الانتخابات.

يصعب تصور حدوث انفراجة دبلوماسية مع طهران خلال 2020، لكن الرياض قد تضل في معها في مهاترات فقط ، طالما لم تعد هناك هجمات على منشآتها النفطية أو سفنها.

واختتم بالقول إن على ابن سلمان في 2020 التركيز فقط على إصلاح بلاده اقتصادياً، فميزانية العام المقبل ربما تكون صورة أخرى لميزانية هذه السنة: “تقليص للإنفاق، يقابله اتساع في العجز”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى