رويترز تكشف تفاصيل عمل وحدة التجسس الإماراتية خلال 10 سنوات
مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات
نشرت وكالة “رويترز” تحقيقاً استقصائياً أجراه “كريستوفر بينج” و “جويل شيكتمان” يشير إلى أن الإمارات قامت عام 2008 بإنشاء وحدة تجسس، تهدف للتجسس على الحسابات والهواتف ، بمساعدة مسؤولين سابقين في وكالة المخابرات الأمريكية.
وقالت “رويترز” إنها قامت بفحص أكثر من عشرة آلاف وثيقة تتعلق بوحدة التجسس بين عامي 2008 و2018، والتي كشفت عن الكثير من المهام القذرة ضد معارضين ودبلوماسيين وحتى قادة دول.
وأشارت إن المنسق السابق للأمن القومي ومكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة ريتشارد كلارك ساعد الإمارات في بناء الوحدة السرية التي انطلق عملها عام 2008 وأطلق عليها اسم“DREAD” اختصاراً لـ “قسم التطوير والاستغلال والأبحاث”، حاملة أهدافاً ومخططات عملية.
وأضافت أن وحدة التجسس التي انطلقت من مطار مهجور في أبوظبي، استخدمت متعاقدين وعملاء مخابرات سابقين وموظفين في حكومات سابقة مطلعين على الوثائق الخاصة بالمشروع، بعد إغرائهم بأموال طائلة، لتنفيذ مهام هذه الوحدة.
وكشفت الوثائق أن الوحدة قامت في 2009 بتطوير برنامج قادر على سرقة ملفات ويندوز، ثم كثفت أبو ظبي عمليات التجسس مع انطلاق الربيع العربي مستهدفة المتظاهرين وغيرهم ممن ينتقدون أنظمة الحكم، والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان، إضافة لقيادات في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وقادة دول، وحكومات.
وأضافت الوكالة أن وحدة التجسس قامت بالتسلل إلى حسابات معارضين إماراتيين وسعوديين، ما قاد السلطات إلى اعتقالهم، منهم المعتقل الإماراتي أحمد بن غيث.
وأكدت أن وحدة التجسس الإماراتية استهدفت عام 2014 مئات المسؤولين القطريين، ووجهت البرنامج بزيادة عمليات التسلل إلى حكومات أجنبية في الشرق الأوسط مثل إيران وقطر.
وأشارت رويترز أنه بعد فوز قطر بشرف استضافة كأس العالم لعام 2022، قامت الإمارات في 2014 باختراق حسابات وهواتف قيادات في الفيفا وقطر؛ بهدف الحصول عن أية معلومات يمكن أن تضر بعملية تسمية قطر كفائزة بحقوق الاستضافة.
وذكرت “رويترز” أن الوحدة تجسست على مكاتب مندوبي بعض الدول في الأمم المتحدة في نيويورك، ممن تراهم أبو ظبي خصوماً لها، وأكدت الأمم المتحدة حينها حدوث عمليات تجسس من قبل فريق إماراتي، و تمكنت أيضاً من التسلل لهواتف إعلاميين، وقادة أجانب بينهم أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد“.
وأشارت الوكالة إلى أن العلاقة التي تربط “ريتشارد كلارك” و”محمد بن زايد” بدأت عام 1991 مع الحرب على العراق، حيث قدمت الإمارات مليارات الدولارات لدعم الولايات المتحدة في الحرب، ورخصت لها باستخدام أجوائها لقصف العراق.
وانتقدت منظمة العفو الدولية في أكتوبر الماضي عدداً من الدول القمعية، منها دولة الإمارات، بعد أن كشفت شركة واتسابWhatsApp عن تورط هذه الدول في استخدام برامج التجسس التي تنتجها مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية، التي استهدفت أكثر من 100 ناشط حقوقي.
وتمتلك الإمارات خلال السنوات الماضية سجلاً حافلاً بالعديد من الجرائم والانتهاكات، حيث تدخلت مع السعودية في الحرب على اليمن، التي تسببت بمقتل أكثر من مئة ألف يمني، وشاركت في حصار قطر، وشنت حملات قمع واعتقالات وإخفاءات قسرية. وتتهم أيضاً باستخدام أموالها لزعزعة الأمن في عدد من الدول العربية، إضافة لتورطها في تهويد القدس.