أخبار

في ظل تردي أوضاع المواطنين الاقتصادية، السعودية تعلن عن عجز كبير في موازنة 2020

مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات

أعلنت المملكة العربية السعودية، عن موازنتها لعام 2020 بإجمالي 833 مليار ريال، ونفقات بقيمة 1.02 تريليون ريال، وأظهرت بذلك عجزاً يقدر بحوالي 187 مليار ريال. بحسب ما أعلن عنه الملك السعودي “سلمان بن عبدالعزيز”، خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء السعودي، الاثنين.

ويزيد عجز موازنة 2020 الذي يمثل ( – 6.4% ) من الموازنة ؛ عن العجز الذي أعلنت عنه السعودية في موازنة 2019 بـ 56 مليار ريال سعودي. ويعود السبب لزيادة نفقاتها، وانخفاض أسعار النفط.

وقال وزير المالية “محمد الجدعان” إنه من المُقدّر أن تصل نسبة إجمالي الدين العام في نهاية العام 2020م إلى 26% من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك في ضوء سياسة الاقتراض الحكومي التي توازن بين السحب من الاحتياطي العام للدولة.

وتظهر الموازنة العامة في السعودية منذ عدة سنوات عجزاً متزايداً كل عام، بسبب الزيادة في النفقات، خصوصاً منذ أن شنت حرباً على اليمن في مارس 2015.

وتشير مجلة “التايمز” البريطانية أن الحرب على اليمن تكلف السعودية نحو 200 مليون دولار يومياً؛ أي 72 مليار دولار سنوياً، أي 288 مليار دولار في أربع سنوات. وتشير مصادر أخرى إلى أن المبلغ أكبر بكثير، وتقدره “فورين بوليسي” بنحو 725 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى فقط منها الصفقات العسكرية للمملكة.

وقال محللون عقب هجمات سبتمبر الماضي التي استهدفت منشأتي بقيق وخريص التابعتين لعملاق النفط أرامكو، أن هذه الهجمات ستؤثر بشكل كبير على اقتصاد المملكة، وستظهر عجزاً كبيراً في موازنة 2020. إضافة لتسببها باهتزاز ثقة المستثمرين الأجانب بالاستثمار في أرامكو، حيث أثبت الهجوم هشاشة الدفاع السعودي.

وأعلنت المملكة عن تمديد صرف “بدل غلاء المعيشة”، الذي تقول إنها تهدف من خلاله إلى مساعدة الموظفين –فقط– على ملاءمة المتغيرات الاقتصادية الجارية ضمن رؤية 2030.

وفي حين أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الاثنين ، أن الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي تم تطبيقها خلال السنوات الثلاث الماضية، بدأت تظهر آثارها الإيجابية على الأداء المالي والاقتصادي ؛ قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي “محمد التويجري”، إن تحدي البطالة هو التحدي الأول في البلاد ، موضحاً أنه لا يمكن النظر إلى الحل في موضوع البطالة بجزئيات وإنما بشمولية، ما يعني أن المملكة تشهد زيادة كبيرة في نسبة البطالة.

وكانت صحيفة “بلومبيرغ” الأمريكية قد أشارت في تقرير سابق إلى أن نسبة البطالة بقيت كما هي منذ 3 سنوات (أعلى من 12%) لعدة أسباب منها انعدام الثقة بإصلاحات بن سلمان. مؤكدة أن صبر الشباب السعودي قد ينفذ ؛ مع تزايد نسبة البطالة، في ظل تزايد طلبات الوظيفة.

ويشار إلى أن السعودية قد صرفت مبالغ ضخمة خلال العام الجاري على فعاليات الترفيه، التي تسعى من خلالها إلى الانفتاح على الغرب ، وتلميع صورة ولي العهد الدولية. خصوصاً بعد ثبوت تورطه في مقتل الصحفي جمال خاشقجي. ما أثار غضب الكثير من السعوديين، خصوصاً الشباب العاطلين عن العمل.

وتسببت سياسة القمع والترهيب التي ينتهجها بن سلمان بتشويه صورة المملكة أمام العالم، وتسببت أيضاً بخسائر اقتصادية كبيرة نتيجة فرار الكثير من رؤوس الأموال إلى خارج السعودية ، إضافة إلى خشية المستثمرين الأجانب من وضع أموالهم داخل دولة تقمع شعبها، وتنتهك حقوق الإنسان، خصوصاً بعد حادثة الريتز كارلتون ، وقتل الصحفي خاشقجي التي هزت الرأي العالمي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى