بغرض فك الحصار .. قطر تتخلى عمن تخلت عنهم سلفا والامارات تفسد المحاولة
مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث – متابعات
كشفت مصادر مطلعة عن قيام وزير خارجية قطر بزيارة غير معلنة إلى الرياض الشهر الماضي للقاء كبار المسؤولين السعوديين، والذي اعتبره مراقبون أكبر جهد حتى الآن لإنهاء الخلاف القائم منذ أكثر من عامين.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، زار الرياض الشهر الماضي بشكل سري، للقاء كبار المسؤولين السعوديين.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الزيارة جهداً أكثر جدية لإنهاء الحصار الذي دام عامين بين حلفاء الولايات المتحدة.
وكشفت الصحيفة نقلاً عن مسؤول مطلع، أن آل ثاني قدم أثناء تواجده في الرياض عرضاً “غير متوقع” لإنهاء الأزمة، وهو استعداد بلاده لقطع علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين.
وقالت مصادر مطلعة، أن زيارة آل ثاني السرية للرياض ، سبقتها جولات دبلوماسية مكثفة، حيث قادت الكويت الكثير منها، فضلاً عن اجتماعات عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان، الصيف الماضي، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وقال المسؤول المطلع على هذه الزيارة، أن المقترح القطري بإنهاء العلاقة مع الإخوان المسلمين هو الفرصة الواعدة حتى الآن لإنهاء الصراع.
وأشار المسؤول إلى أن التزامات قطر تجاه الإخوان كانت دائماً، في إطار دعم القانون الدولي، وحماية حقوق الإنسان، وليس لأجل حزب أو جماعة معينة، وقد أسيء فهم دعمنا من قبل أولئك الساعين لعزل قطر، لكن الحقائق توضح مواقفنا.
وقالت الصحيفة إن الجهود الدبلوماسية للسعودية، تعتبر جزءاً من خطوة أوسع من جانبها لحل الخلافات الإقليمية التي شوهت صورتها دولياً، وتعمل على تخليص نفسها من الحرب في اليمن، وبدء محادثات جديدة مع إيران، التي اتهمت بتنفيذ سلسلة هجمات هزت المنطقة، من ضمنها الهجمات بطائرات بدون طيار، التي ضربت إنتاج النفط السعودي.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على ملف حصار قطر أن السعودية قد تكون متجاوبة مع المصالحة مع قطر، إلا أن الإمارات لا يزال زعيمها الفعلي محمد بن زايد يشك في جدية الأمر.
و تَتهم دول الحصار دولة قطر بدعم الإخوان المسلمين، لكن تصرفاتها منذ سنوات تظهر العكس، فقد بدأت من قبل حصارها في 2017 بالنأي بنفسها عن الإخوان، وقامت بترحيل عدد من قياداتهم، منهم “محمود حسين”، ورفضت أيضاً استقبال “إسماعيل هنية ” للإقامة في قطر.
و رفضت قطر أيضاً استقبال قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذين فروا إبان سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014، عدا مجموعة قليلة ليس لها أي تأثير في الساحة.
و يعرف أن قطر تركز كثيراً على القوميين العروبيين، وعلى إسلاميين من السلفيين الحركيين أو المستقلين، أو من المعروفين أنهم ضد الإخوان، ويظهر هذا أيضاً على مستوى نشاطها الخارجي، فهي على سبيل المثال لم تدعم مشاريع إسلامية وجمعيات في إندونيسيا قريبة من فكر الإخوان، حتى حلت محلها الإمارات.
لذلك يبدو أن قطر استغلت “تهمة دعم الإخوان” واستخدمتها كورقة أمام السعودية. لذلك فعرض وزير خارجيتها ما هو إلا تحصيل حاصل، إلا اذا كان من ضمن العرض ترحيل الشخصيات الإخوانية من قطر، فهذا أمر آخر… وهو أمر مستبعد من قطر.