“واشنطن بوست” للمستثمرين: الاستثمار في السعودية خطر
حذرت صحيفة “الواشنطن بوست” المستثمرين الدوليين في افتتاحية الثلاثاء من أن إعلان السلطات السعودية بدء المرحلة الأولى من الاكتتاب العام في شركة “أرامكو” النفطية يجب أن يذكر المستثمرين بمخاطر الاستثمار فيها، لأنه يأتي تحت ظل نظام وحشي.
وقالت الافتتاحية “يبدو أن الأمير محمد بن سلمان واثق من تجاوزه ردة الفعل السلبية التي جاءت نتيجةً لمقتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أكثر من عام“.
وأشارت إلى أن مؤتمر الاستثمار السعودي الذي أقيم في الرياض الأسبوع الماضي قد شهد عودة الكثير من المسؤولين ورجال المال والأعمال؛ الذين قاطعوا المؤتمر في دورته السابقة، عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأضافت الافتتاحية أن على المستثمرين الغربيين التفكير في الكيفية التي تغيرت بها السعودية في الخمس السنوات الماضية؛ منذ وفاة الملك عبدالله، كما كشف تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش“
وتشير الافتتاحية إلى أن الطرح الأولي للأسهم قد تعامل بحذر، إذ تم طرحه في السوق المالية الصغيرة، وأن هناك تقارير عن إجبار المستثمرين المحليين على شراء الأسهم.
وتطرقت الافتتاحية إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان تبنى التقييم للشركة بتريليوني دولار، رغم أن المحللين الدوليين قالوا بأن قيمتها أقل من ذلك المبلغ، فقد فقدت “أرامكو” نصف إنتاجها بعد تعرضها للهجمات مدعومة من إيران، التي أثارت الشكوك حول قدرة السعودية على الدفاع عن نفسها.
وترى الصحيفة أن المخاطر السياسية أشد خطورة، حيث أن الخطط التي روج لها ولي العهد السعودي؛ ترافقت مع حملة قمع واضطهاد واعتقال تعسفي لم تشهد مثله المملكة طوال تاريخها.
وأشارت الافتتاحية إلى أنه خلال الفترة التي قام فيها ابن سلمان بالدفع نحو مشاريع الإصلاحات في 2017؛ قام الأمير بوضع المخابرات والأجهزة الأمنية تحت سيطرته، وبدأ باعتقال العلماء والأكاديميين وناشطي حقوق الإنسان، وفي سبتمبر/أيلول 2017 قام باعتقال رجال أعمال وأمراء ضمن الأسرة المالكة، ثم في مايو/آيار 2018 قام باعتقال نساء ناشطات في مجال حقوق المرأة.
وقالت “واشنطن بوست” في افتتاحيتها أن اعتقال النقاد ليس جديداً على السلطات في السعودية، لكن فترة الأمير ابن سلمان مختلفة، حيث تنوع الذين اعتقلوا وزاد العدد خلال فترة قصيرة، واستخدمت طرق قمع جديدة لم تعرفها المملكة خلال فترات الحكم السابقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سلطات المملكة قامت بوضع عدد من الناشطات في معتقلات سرية دون معرفة مصيرهن، وتعرضت أربع على الأقل منهن للتعذيب والصدمات الكهربائية والانتهاكات الجنسية. بحسب تقرير هيومن رايتس ووتش
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قولها أن المستثمرين الدوليين يعتقدون أنهم محميون من هذا التعامل، وأن من بين الذين تعرضوا للاعتقال أشخاص يحملون الجنسية الأمريكية، بينهم الوليد بن طلال، أشهر مستثمر في العالم، وأن من يصدق السعودية عليه أن يستعد لمغامرات حاكمها المتهورة.